هذا أمر مهم يا إخواننا ، المساجد منها تنطلق الجهاد ، المساجد منها ينطلق الشورى . المساجد يا إخواننا مأوى لضيوف الرّحمن ، وهكذا بل المسجد يجوز أن توضع فيه خيمة لامرأة ليس لها بيت كما وضعت خيمة لامرأة في زمن النّبيّ - صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم-. المسجد يجوز أن يتدرّب فيه على الحرب الحبشة كما في حديث عائشة كانوا يلعبون في ناحيته في يوم عيد في مسجد رسول الله – صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم -.
النّأس في شأن المساجد بين إفراط وتفريط . فمنهم من لا يبالي بالمسجد ، ويجعله للدّنيا ومنهم من يشدّد .
امّا الخطب فالواجب أن تعالج أحوال المسلمين ، وأن تتكلّم على القوانين الطاغوتية التّي وردتنا من أمريكا ومن بريطانيا ومن فرنسا ومن قبل اعداء الإسلام ، يجب أن تتكلّم عليها وأن تبيّنها وأن تبيّن بطلانها.
النّبيّ - صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم- كما في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة بل في الصحيحن يقول : " إن بني إسرائيل كانت تسوسهم أنبياؤهم كلما هلك نبي خلفه نبي ، وأنه لا بعدي نبي ، وأنه سيأتي خلفاء فيكثروا " قالوا : فما تأمرنا يا رسول الله ؟ ، قال : " أوفوا ببيعة الأول فالأول" . شاهدنا في هذا : أن السياسة من الدّين ، تتكلّم بها في السوق ، وتتكلّم بها في المسجد ، وتتكلّم بها في جميع أحوالك ، وأنت إذا ودرست سيرة رسول الله - صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم - تجد السّياسة الدّينيّة لعلّها أكثر من العبادات ، حتّى العبادات نفسها فيها سياسة ، وفيها تنظيم ، تسوية الصفوف كذلك أيضا، توزيع الصّدقات : " إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ " [التوبة:60] .
المهمّ يا إخواننا ديننا دين تنظيم ، وليس دين حزبية ، وأقصد بالحزب الأحزاب البهيميّة الذي يترتب عليها ولا وبراء ، وإلّا فالنّاس ينتسبون إلى حزبين حزب الرّحمن وحزب الشيطان والله المستعان .