هذا بحسب ما جُرح من أجله ، فرجلٌ سني تريد أن ترد عليه فممكن أن تسميه وأن ترفق به " الرفق ما كان في شيء إلا زانه ، وما نزع من شيء إلا شانه " .
أما شخص يحيي البدع ، ويدعو إليها ، أو شخص يدعو إلى الديمقراطية ، أو شخصٌ يلبس على الناس .
فالأدلة كما تعرفون أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ربما يقول : " ما بال أقوامٍ يشترطون شروطاً ليست في كتاب الله ، ولا في سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - " ، وهو القائل والحديث في البخاري : " ما أظن فلاناً وفلاناً يعرفان من ديننا شيئاً " ، وهو الذي قالت له امرأة أبي سفيان : إن أبا سفيان رجلٌ شحيح ، وهو الذي قال لمعاذ : " أفتانٌ أنت يا معاذ " ، وهو الذي قال لأبي ذر : " إنك أمرؤٌ فيك جاهلية " .
فتختلف الأمور ، الأصل هو حرمة عرض المسلم ، " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ " [ الحجرات : 12 ] ، وفي < صحيح مسلم > من حديث أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال : " أتدرون ما الغيبة ؟ " قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : " ذكرك أخاك بما يكره " ، قيل ، وإن كان فيه يا رسول الله ؟ ، قال : " إن كان فيه فقد اغتبته ، وإن لم يكن فيه فقد بهته " .
فالحاصل : أن مسألة الجرح والتعديل تحتاج إلى مجلد ، عند أن قالت عائشة : حسبك من صفية كذا وكذا - تعني أنها قصيرة - فقال : " لقد قلت كلمة لو مزجت بالبحر لأفسدته " ، فالأصل هو حرمة عرض المسلم ، لكن إذا كان ملبساً على الناس لابد أن تسميه باسمه " وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ " [ البقرة : 42 ] ، " يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ " [ آل عمران : 71 ] ، فالملبس يجب أن تبين حاله ، والله المستعان .
-------------
من شريط : ( الأجوبة الدعوية على الأسئلة الأندنوسية )