أستدلال البعض بأحاديث على ترك السنن الثابتة

الزيارات:
4578 زائراً .
تاريخ إضافته:
17 صفر 1433هـ
نص السؤال:
يحتج بعض الناس على ترك كثير من السنن الثابتة عن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - في هذا الزمان ببعض الأدلة منها ما ثبت في < الصحيحين > أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال لعائشة : " لولا أن قومك حديثو عهد بكفر لبنيت الكعبة على سواعد إبراهيم ، ولساويت بابها بالأرض " الحديث ، وترك قتل المنافقين مع علمه صلى الله عليه وسلم بهم ، وترك تحطيم الأصنام بمكة من قبله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قبل الهجرة ، فما هو الرد على مثل هذه الشبه ؟
نص الإجابة:
أما ما فعله النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فهو حق ، ونأتسي برسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - " وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى " .
" ما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم ، وما نهيتكم عن شيئ فاجتنبوه " .
" وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا " .

أما ترك النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - لتأسيس الكعبة على قواعد إبراهيم فهذا لا يدل على أننا مفوضون في دين الله .

إذا دخلنا والناس مخزنون نخزن ؟!! أو يشربون الدخان نشرب الدخان ؟!! أو إذا كانوا في حزبية ندخل معهم ؟!! .

فهذه شبه يريدون إبعادنا عن كتاب الله ، وعن سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، وإلا لمزوك بالتشدد والتنطع ، أو الوهابية إلى غير ذلك .

فأنا أقول لكم ، وأقول لهذا القائل : النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أقره ربه يقول الله سبحانه وتعالى : " فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً " .

والنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قد عصمه الله ، وأما أنا وأنت فنصيب ونخطئ ، ونجهل ونعلم ، ولسنا مفوضين في دين الله ، بل الله عز وجل يقول لنبيه محمد - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - " ليس لك من الأمر شيئ " ، فإذا قال قائل : يقتل المنافقون ، قولوا له : ما قتلهم النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، أو قال قائل : نريد أن نبني الكعبة على قواعد إبراهيم ، قولوا : لم يفعله النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، وبقية الأمور التي تركها النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - .

-----------------
راجع كتاب قمع المعاند : ( 2 / 401 ) .

تصنيف الفتاوى

تفريع التصنيف | ضم التصنيف