واجبهم أن يدعو إلى كتاب الله وإلى سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فهم أحق الناس بهذا لأن الله سبحانه وتعالى يقول : " وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " .
ويقول : " ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ " .
ويقول : " قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ " .
فالدعوة إلى الله وإلى كتاب الله وإلى سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، والحزبيون يدعون إلى حزبهم ، فالدعوة إلى الله هي وظائف الأنبياء ، ويقول الله سبحانه وتعالى : " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا " .
والنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول لعلي بن أبي طالب : " لأن يهدي الله على يديك رجلاً واحداً خيرٌ لك من حمر النعم " .
ثم بعد ذلك أيضاً هناك فراغ عن الطلاب أهل السنة أحق بأن يسدوا هذا الفراغ ، وغذا قاموا بالدعوة مع الالتجاء إلى الله سبحانه وتعالى فإن الذي يستجيب للسنة لا يستجيب إلا غيرة على دين الله ، ومحبة لدين الله ، لكن من استجاب للحزبيين استجاب لهم سيعطونه وظيفة ويساعدونه بالمال ، أنا أنت فالرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " حفت الجنة بالمكاره ، وحفت النار بالشهوات " ، وقد عرفنا حالة النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، وحالة أصحابه وما صبروا عليه من الجوع والعري والمرض وفراق الأوطان ، فينبغي أن نقتدي بهم في هذا وأن نصبر .
وأنا أقول : لو قام أهل السنة بما أوجب الله عليهم لرأيتم إقبالاً عجيباً ولتحولت الكليات إلى دعوة وإلى مرتع خصب للدعوة ، وقد أخبرني بعض إخواني في الله عند أن زرت مصر قال : زرت كلية الطب في الإسكندرية فوجدت الإسلام ، وزرت الأزهر فوجدت الفسق والفجور ، فلو جد طلبة العلم وينبغي أن يجدوا ويجتهدوا وهكذا النصح إلى الكتب الطيبة وإلى الأشرطة الطيبة ، وإن شاء الله بحول الله تعالى تتحول الجامعة إلى جامعة خير ، هي الآن جامعة فساد لكن إن شاء الله تتحول إلى جامعة خير إذا قام أهل السنة بما أوجب الله عليهم من التعليم والدعوة برفق ولين والله المستعان .