هذه مسألة اختلف أهل العلم ، فجمهور أهل العلم يجيزون ذلك ، ومنهم من لا يجيز ذلك
أما الذين يُجيزون فهم يستدلّون بحديث أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وهو حديث عائشة في سنن أبي داوود قال : " يا أسماء أن المرأة إذا بلغت المحيض لا يحلّ لها أن يُرى منها إلا هذا وهذا " وأشار إلى وجهه وكفيه .
لكن هذا الحديث يقول أبو داوود : إن خالد بن دريك لم يدرك عائشة ، وأيضاً هو من طريق قتادة وهو مُدلِّس لم يصرح بالتحديد ، والراوي له عن قتادة سعيد بن بشير وهو ضعيف فالحديث في غاية الضعف ، أيضاً الصحيح فيه أنه مُرسل كما ذكره أبو داوود في ( المراسيل ) لهشام بن أبي عبدالله الدستوائي وهو من أثبت الناس في قتادة عن قتادة .
وربما استدلوا بقصة الخشعمية أن الفضل كان ينظر إليها ، وتنظر إليه ، وصرف النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وجه الفضل ، هذا ليس صريحاً أنها كانت كاشفة الوجه
أما الطرف الآخر فإنهم يستدلون بحديث : " المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان " ، ويستدلون أيضاً بقوله تعالى : " وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ " ، والآية وإن كانت في سياق نساء النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - إلا أنها عامة بدليل التعليل ، وهو قوله : " ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ "
فالذي يظهر أنه يجب عليها أن تغطي وجهها ، وأن تغطي كفيها لهذا الحديث .
والشيخ ناصر الدين الألباني إمام عصره في هذا الزمان حفظه الله تعالى قد ردّ عليه بعض إخواننا وهو الأخ مصطفى العدوي حفظه الله ، وهكذا رد عليه بعض الناس الذي تحامل عليه فلا نذكر اسمه .
فالمسألة أنه يجب عليها أن تغطي وجهها وكفيها ، اللهم إلا أن تكون باحثة قوية تبحث المسألة وتقتنع ببحثها أنه لا يجب أن تغطي الوجه والكفين ، لكن لله لا لسبيل الهوى تقتنع بالأمر الآخر ، هذا إذا كانت باحثة قوية ، ولا تحب أن تقلّد ، وهذا أمر حسن .
--------------
من شريط : ( نصيحة للنساء في مسجد الإيمان ) .