يتهمنا بعض الحزبيين بأننا لا نعرف الحزبية ولا نعرف معناها ، وأن الحزبية عندنا هو من خالفنا ولو في مسألة ، ويتهموننا كذلك بأننا لا نحسن التعامل مع المخالف ويطالبوننا بتعريف الحزبية ، فهل لكم يا فضيلة الشيخ، أن توضحوا لنا كيف يمكن الحكم على الشخص بالحزبية، وما هو تعريف الحزبية والحزبي وما هو ضابط الحزبية المذمومة جزاكم الله خيراً؟
هؤلاء يا إخوان يريدون منّا أن نتصور الحزبي أنه كالغول ، أو نتصور الحزبي أنه كالثور بقرونه ، لا يا إخوان ، المسألة مسألة فكرة ، وولاء وبراء ، ولاء لمن كان معهم ، وبراء لمن لم يكن معهم ، وأناس لا يخافون الله سبحانه وتعالى ، يمكن أن ينفِّروا عن أهل السنة ، ويطعنوا في أهل السنة .
والله والله لولا الله سبحانه وتعالى لما قامت للسنة قائمة ، الشيعة يكذبون على أهل السنة ، الصوفية يكذبون على أهل السنة ، الإخوان المفلسون يكذبون على أهل السنة ، أصحاب جمعية الحَكَمَة يكذبون على أهل السنة ، أصحاب جمعية الإحسان يكذبون على أهل السنة ، الشيوعية يكذبون على أهل السنة ، حتى أنهم أتوا بأشياء بأشياء لو أن أهل السنة مغفلون لما قالوها ولما فعلوها ، يقولون :الوادعي ألف رسالة ( الصواعق على الآكلين بالملاعق ) ، يأتوننا بأكلة طيبة وعليها ملاعق ونحن إن شاء الله نأكل ، والحمد لله ، مع أننا ننصح بالأكل باليدين ، نحن ننصح بالأكل باليدين لكن لا نحرم هذا ، ولا نكرهه أيضًأ ، والشيوعيين والبعثيين والصوفية يقولون : أن أهل السنة لا يشترون الموز ، ولا الخيار ، ولا أيضاً يجيزون لنسائهم أن تحلب البقرة ، يا أيها المغفلون أنتم تتكلمون بكلام لا يقبله من يعرف أهل السنة ، والله المستعان الله المستعان .
الحمد لله أهل السنة لا يحرمون شيئًا أحله الله ، ولا يتنازلون مع المجتمع ، ويبيحون للمجتمع الحرام ، بل يتمسكون بالكتاب والسنة .
فالحزبية هي الولاء والبراء ، الحزبية هي الكذب والخداع ، واحد في العدين يعرف نفسه وقد كنت أعرفه وأظنه رجلًا زاهدًا تقيًا وأعذره إذا تكلم فيّ ، وإذا هو يكذب الكذبات الكذبة مثل من هنا إلى صعدة ، الكذبة الواحدة ، عندنا معاهد !! الإخوة الذين هم من أهل العدين لا يعرفون معهدًا!!! ، وعندنا دعوة وعندنا!!! لا أهل السنة لا يتشبعون بما لم يأتوا ، ولا يحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا ، ولست أعني أنهم معصومون ، فهم بشر وطلبة علم يصيبون ويخطئون ويجهلون ويعلمون والله المستعان .
من الذي يشك في ذلكم الرجل الذي مستعد يا إخوان إذا جاءه السني أن ينقلب سنيًا ، شأن المسؤولين ، المسؤولون قد درسوا هذه دراسة ، إذا دخلت إليهم وأنت سني ، أظهروا لك بأنهم سنيون ، وشأن كثير من مشايخ القبائل وغيرهم ، إلا الصم البكم الذين لا يعقلون ، فهذه هي الحزبية ، الولاء والبراء .
أهل السنة ولاؤهم لله وعداؤهم لله ، لا فرق عندهم بين أبيض ولا أسود ، ولا بين عربي ولا عجمي ، ولا بين تاجر وفقير ، ولا بين -أي في الدعوة- بين ذكر ولا أنثى ، يعطون كلًا قسطه .
دعوة الإخوان المفلسين يا إخوان للمثقفين وللتجار ولبعض المسؤولين ، يالله العجب ياإخوان من صبر معهم على التجار ممكن يقرب له -( )- وإذا احتاج يقرب له نعليه يقرب له نعليه ، ويرابط عنده من أول التخزينة إلى آخرها ، حتى لا يأتي سني ويتكلم معهم فهم مثل الخدم للتجار ، وهكذا أيضاً مع مشايخ القبائل الذين يتجاوبون معهم .
فالمهم الحزبية ما يلبِّسون أو يقولون : إن أهل السنة لا يعرفون الحزبية ، بحمد لله قد عرف الناس كلهم من شامهم إلى يمنهم ، ومن غربهم إلى شرقهم أن أهل السنة يبغضون الحزبية ، وبعضهم لا يشرح الأمر بل يقول هؤلاء يشقوا العصا ويطعنون في العلماء ، وغير ذلك .لكننا نقول :
سوف ترى إذا انجلى الغبار ***** أفرس تحتك أم حمار
ستتضح الحقائق اليوم أو غدًا أو بعد غدٍ ، والله المستعان .