الآية يا إخوان : " وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ " فيها تفسيرات عن السلف .
منها : أن المراد : أن يخرج أناس مع النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - في غزواته من أجل أن يتفقهوا ثم يرجعوا إلى أهل بلدهم ويفقهونهم في دين الله .
ومن هذه التفاسير أيضاً : أنه يخصص أناسٌ للتعلم والتعليم ، وأناسٌ للقتال في سبيل الله وهذا هو الذي ننصح به إخواننا حفظهم الله لأن البلد محتاجة إلى دعاة إلى الله ، فقد أصبحت الشعوب بسبب جهلها يستطيع النصراني أن يغرهم ، وأن يزين لهم أن يقاتلوا المسلمين ، ويستطيع النصراني أن يُسلط وأن يُحارش بين المسلمين أنفسهم من أجل أن يشغلوا عن مواجهة أعداء الإسلام .
فلا بد من إعداد هذا وهذا وكلٌ يَسدُ فراغاً ، شخصٌ عنده قوة ، وعنده خبرة ، ومعرفة بالجهاد ، وبمعدات الجهاد يَنبغي أنّ يخرج ويُجاهد في سبيل الله .
وآخر كما تقدم - ولسنا نصنف الناس - يُفقه الناس في دين الله ، ولسنا ممن يصنف الناس ونقول : هل العلم أفضل أم الجهاد أفضل ؟! ، لا ، العلم أفضل في وقته ، والجهاد أفضل في وقته .
فينبغي لأهل السنة - فهم الذين يتقيدون بالكتاب والسنة - أنهم إذا دعا دَاعي الجهاد أن يكونوا في المقدمة ، ويَنبغي ايضاً إذا أُحتيج للتعليم أن يَقوم أصحاب التعليم بما أوجب الله عليهم من تعليم المسلمين .
فقد بَلغ بالمسلمين الجهل إلى أنهم لا يُميزون بين العالم والمنجّم ، وأنهم لا يميزون بين المسلم والشيوعي ، لا يميزون بين هذا وذاك ، فالشعوب محتاجةٌ إلى تعليم أكثر من حاجنها إلى مواجهة ، بل لا يجوز أن يُواجه المسلمون بالسيف أو بالمدفع والرشاش ، يَحتاجون إلى أن يتفقهوا في دين الله والله المستعان .
السائل : ومن الذي اختارهم للبقاء ليكونوا من الطائفة المتفقهين في الدين ؟
الجواب : ينظر الإخوة المتعلمون فمن رأوه أهلاً وذا خبرة وحنكة في مواجهة الأعداء فينبغي أن يُعد لمواجهتهم ، ومن تفرسوا فيه أن الله ينفع به الإسلام والمسلمين فعسى أن ينفع الله به فينبغي أن يشجعوه على البقاء والتعلم ، ثم هو إليهم اليوم أو غداً أو بعد غدٍ ، الغريب ما تنفعله إلا بلده مهما تغرب . والله المستعان .
-----------
من شريط : ( أسئلة الجهاد الاندونيسي ) .