لماذا لم يتوحد علماء اليمن خصوصاً في مثل هذا الظرف الذي تمر به اليمن ، وهل ينتظرون أن يحصل لهم ما حصل للمسلمين في الجزائر وخصوصاً والأمر قد صار واضحاً للجميع وما يدور ويخطط ويدبر ضد المسلمين في اليمن خاصة ؟
يجب على المسلمين كلهم أن يتحدوا ، فالرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكي منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر " متفق عليه من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه ، ويقول : " المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً " متفق عليه من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه ، ويقول كما في ( صحيح مسلم ) من حديث أبي هريرة : " المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره ، التقوى ههنا ، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه " ، بل الله عز وجل يقول في كتابه الكريم : " إنما المؤمنون إخوة " ، ويقول : " يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن " ، ويقول : " فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم " .
فالواجب على العلماء والدعاة إلى الله أن تتحد كلمتهم ، وهذا أمر أعيانا ، فأعداء الإسلام تقر أعينهم بالفرقة .
وأنا أقول : إن الإخوان المسلمين لم يقبلونا ، وأما شريط حمود هاشم أننا قد انتظمنا معهم فكذب بحت ، فالإخوان المسلمون لم يقبلونا فقد عرضنا عليهم هذا مراراً ويواعدونا مواعيد عرقوب ، فهم يعرفون ماذا عند السني ، فإن السني سيقول لهم : ما دليلكم على الترحيب بالديمقراطية ؟ وما دليلكم على التعددية ؟ ، وما دليلكم على دخولكم في مجلس النواب ؟ وما دليلكم على التنسيق مع البعثيين والناصريين ؟ وما دليلكم على ميثاق الشرف ؟ وما دليلكم على اللقاء الودي مع الشيوعيين ؟ وما دليلكم على نبذ الدعاة إلى الله الذين لم ينظموا معكم وعلى معاداتهم والتنفير منهم ؟ .
ونحن أحب شيء إلينا أن تتحد كلمتنا ، وقد كلمت بعضهم وقلت لهم : إننا نجد في أنفسنا ضعفاً ، ولو كنا متحدين نحن وأنتم لكان نشاطنا أكثر وقوتنا أكثر ، ولكن إلى الله المشتكى .
فهم لا يحبون أهل السنة إلا إذا انتظموا معهم في حزبيتهم ورضوا بحزبيتهم ، ومن أهل السنة من يعرف هذا ، وأنا بحمد الله قد عرضت غير مرة هذا ، وطلبنا منهم أن نحكم مجموعة من العلماء فجمدوا القضية .