الله عز وجل يقول في كتابه الكريم : " يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن " ، فإذا كان شخص من أتباع المكارمة بمعنى أنه يعتقد عقيدة المكارمة فهو كافر ، إما إن كان من أتباع المكارمة يظن أن المكارمة يحبون آل بيت النبوة ، وأنهم على الحق فهذا يعتبر ضالا فقط ، وننصح من استطاعت أن تتزوج برجل صالح ، فإن الزوج له تأثير رب العزة يقول في كتابه الكريم : " الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين " ، ويقول : " ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين " ، ننصحها أن تتضرع إلى الله سبحانه وتعالى ، وأن تصبر حتى يأتي الرجل الصالح ولو من رجال يام ، مع أنه ينبغي أن يحرص على الرجل الصالح من أي بلد ، وإلا فهي إذا تزوجت من أتباع المكارمة يخشى عليها أن يفتنها في دينها ولأن المرأة تتأثر بزوجها وإذا كان النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول كما في الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه : "مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير ، فحامل المسك إما أن يحذيك ، وإما أن تبتاع منه ، وإما أن تجد منه
ريحا طيبا ، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك ، وإما أن تجد منه ريحا منتنه " .
ويقول الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل " ، ربما تكون الزوجة صالحة ويفسدها الرجل ، وربما تكون المرأة فاسدة والرجل صالح وتفسد الرجل ، وقد ذكرنا لإخواننا أن عمران بن حطان تزوج بابنته عمه وكانت على مذهب الجعدية طائفة من الخوارج فأراد أن يردها فتأثر بها ، وبعد أن كان سنيا أصبح خارجيا ، حتى أنه قال في ابن ملجم الذي قتل علي بن أبي طالب يقول :
يا ضربة من تقي ما أراد بها *****************إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا
إني لأذكره يوما فأحسبه ****************** أوفى البرية عند الله ميزانا
وإن كان قد رد عليه أهل العلم نظماً ونثراً كما ذكره الشنقيطي رحمه الله تعالى عند تفسير قول الله عز وجل : " ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا " .
المرأة تتأثر بزوجها والزوج ربما يتأثر بامرأته ، لكن لا بد أن تصبر حتى يسهل الله برجل صالح ولو خطبته ، ولو ساعدته بشيء من المال إن كانت مقتدرة أن تساعده بشيء من المال ، ولو وجد مسؤلون يهمهم الأمر ورفعت القضية إليهم فإن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " فإن اشتجرا فالسلطان ولي من لا ولي له " هذا إذا اشتجرا المرأة ووليها ، أما إذا كان الولي كافرا ، إذا كان يعتقد عقيدة المكارمة
فهو كافر ، فإنه ليس له ولاية ، والولاية حينئذ للسلطان ينصب القاضي ، القاضي ينصب ، أو تأتي إليه ويعقد لها برجل والله المستعان .
والمهم لابد من صبر ولتتأسى تلكم الفتاة اليامية ، تتأسى بأم سليم إذ أتاها أبو طلحة فقالت : يا أبا طلحة ما مثلك يرد ، ولكن المسلمة لا تحل للكافر ، فإن أسلمت فقد رضيت بك ، فأسلم أبو طلحة ، وتزوج بأم سليم ، وهكذا غير واحدة من الصحابيات .
أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط هاجرت من مكة إلى المدينة وغير واحدة من النساء هاجرن ، فعليهن أن يهربن بدينهن والله المستعان .
أما يا أخوان دين وتمسك ويبقى الشخص على عادة قومه ، لا يا إخواننا ما ينتشر الدين إذا كان كل واحد منا يريد أن يتمسك بالدين ولكن يبقى على عادة قومه .
ثم إننا ننصح الإخوة الرجال الصالحين أن يتقدموا لخطبة من عرفوا هدايتها ، ولو أن تتزوج برجل متزوج تتزوج لا شيء في هذا ، مسلم ، وهكذا أيضا أقصد يعني تكون ثانية أو تكون ثالثة .
يجوز أن تهرب لكنهن يتوقعن شيئا ، يتوقعن أن يتبعها أولياؤها ويقتلنها ، أنتم تعرفون القبائل ربما يتبعونها إلى أي مكان ويقتلها ، وبعد هذا الذي ننصح به أنه لابد من تعاون ، والمسلم أخو المسلم ، والرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر " ، أو قد ننصحها بالصيام إذا أنها ما وجدت إلا من أقربائها وهو يعتقد العقيدة المكرمية الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول كما في الصحيحين من حديث ابن مسعود : "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع فإنه له وجاء" .
فالمسألة تحتاج إلى تعاون من قبل الإخوة المسؤولين ، ومن قبل الإخوة الصالحين الذين قد هداهم الله ، ويحتاج أيضا إلى تنازل من قبل الفتيات ، تنازل لله عز وجل ينبغي أن تتنازل لله عز وجل ما تقول ، أنا بنت الشيخ فلان وهذاالرجل أنا ما أتزوج به ، ليس بكفؤ ، الكفاءة بالدين يا أمة الله ، الكفاءة في الدين ، والرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول : "يا بني بياضة أنكحوا أبا هند ، وأنكحوا إليه " ، والرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال لفاطمة بنت قيس وهي قرشية فهرية : " أنكحي أسامة " وأسامة كان مولى .
فلا بد من تعاون ، ولا بد من تنازل والنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - إذ يقول كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة : " تنكح المرأة لأربع لمالها ولجمالها ولحسبها ولدينها ، فاظفر بذات الدين تربت يداك " .
فهكذا ينبغي للمرأة أن تحرص على ذي الدين ، ولو خطبته هي نفسها ، لأن الرجل الفاسق الخمار ، وهكذا الرجل الذي لا خير فيه ربما أنه إذا لم يحبها آذاها ، وإن أحبها
ربما أيضا كذلك ، المهم أنه ليس بمأمون ، الذي ليس بمأمون عل دينه فلا تأمنه على ابنتك ولا تأمنيه على نفسك والله المستعان .
---------------------
وراجع كتاب غارة الأشرطة ( 324 إلى 326 )