ما إذا أدرك الإمام راكعاً أيُعتد بها أم لايعتد بها ؟

الزيارات:
5970 زائراً .
تاريخ إضافته:
16 صفر 1433هـ
نص السؤال:
ما إذا أدرك الإمام راكعاً أيُعتد بها أم لايعتد بها ؟
نص الإجابة:
جمهور أهل العلم أنه يعتد بها، ما دليلهم؟ دليلهم ما رواه البخاري في صحيحه ، عن أبي بكرة رضي الله عنه ، أنه أدرك النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم- راكعاً فركع خلف الصف ، ثم دب حتى وصل إلى الصف فلما انتهت الصلاة، قال النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم -: " من الذي فعل كذا وكذا؟ " ، قال : أنا يا رسول الله ، قال : " زادك الله حرصاً ولا تعد " ، ومن أدلتهم أيضاً ما رواه أبو داود في سننه، عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، عن النبي –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أنه قال : " إذا جئتم ونحن سجود فاسجدوا معنا ولا تعدوها شيئاً، ومن أدرك الركعة فقد أدرك الصلاة " .

ومن أدلتهم ما أخرجه ابن خزيمة، وعلق القول به على الصحة من حديث أبي هريرة أن النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال : " من أدرك الإمام راكعاً قبل أن يقيم صلبه فقد أدرك الركعة " .

الطرف الآخر ، وهم الإمام البخاري ، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة ، وأبو محمد بن حزم ، والشوكاني في نيل الأوطار ، وخالف نفسه في الفتح الرباني في فتاويه يقولون : لا يكون مدركاً لها ، ما دليلهم ؟ من أدلتهم ما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن عبادة بن الصامت رضي الله تعالى عنه أن النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال : " لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب " .
ومن أدلتهم ما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم-أنه قال : " إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها وأنتم تسعون ، وأتوها وعليكم السكينة، فما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا " .

ولهم أدلة أُخرى مذكورة في الجزء القيم الذي هو : ( جزء القراءة خلف الإمام ) للإمام البخاري ، و( القراءة خلف الإمام ) للبيهقي .

قالوا: وما أدلتكم أيها القائلون بأنه يكون مدركاً لها فصحيحها غير صريح ، وصريحها غير صحيح ، كيف ذاك ؟ حديث أبي بكرة لا يدل على انه أدرك الركعة الأولى ولا أنه سلم مع النبي –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ولا أنه أعتد بها ، ولا لم يعتد بها ، بل قال أبو محمد بن حزم رحمه الله تعالى : كيف تستدلون بشيء قد نهى عنه رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم -.

وأما حديث أبي هريرة الذي رواه أبو داود : " إذا جئتم ونحن سجود ولا تعدوها شيئاً، ومن أدرك الركعة فقد أدرك الصلاة " قال البخاري في ( جزء القراءة ): إنه من طريق يحيى بن أبي سليمان المدني وهو منكر الحديث .

وأما حديث ابن خزيمة الذي ذكره ، وعلق القول به على الصحة قال البخاري في ( جزء القراءة ) : أنه من طريق محمد بن أبي حميد المدني وهو ضعيف ، ثم يقول : إنه قد وهم فيه في متنه ، وأن أصل الحديث عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه : " من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة " ، ومما ينبغي أن يعلم أن المسألة الخلاف فيها قوي ، فإذا رأيت أحد يعتد بها لا تنكر عليه، وإذا رأيت أحداً لا يعتد بها أيضاً لا تنكر عليه ، لكن أنت إن كنت باحثاً تبحث وتختار لنفسك ما ترى أنه الحق ، وإن كنت غير باحث فلا بأس أن تقبل كلام من تثق به من العلماء ، والذي أختاره لنفسي أني لا أعتد بها، والحمد لله .اهـ

-----------
من كتاب " إجابة السائل " صـ(71-73).

تصنيف الفتاوى

تفريع التصنيف | ضم التصنيف