نعم إذا كان يخشى عليهم فقد يجب عليه أن يبقَ حتى ييسر الله ويلحق أصحابه المجاهدين ، وإذا كانت المسألة مسألة كماليات وعندهم قوت من حب أو غير ذلك مما يقتاته أهل تلك البلد من رز أو غيره لا يشترط أن يبقَ من أجل التنعم .
ثم إن الله سبحانه وتعالى لن يضيع أسر المسلمين ، ولا بد من مشاق ومتاعب والرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات " ، فالصحابة رضوان الله عليهم صبروا على مفارقة الأوطان ، وصبروا على مفارقة الأهل أيضاً ، وصبروا على الجوع ، وصبروا على المرض ، وصبروا على العري ، وقد ذكرنا شيئاً من هذا في < الإلحاد الخميني في أرض الحرمين > في صبر الصحابة رضوان الله عليهم ، فالذي ينبغي أن نتعود الخشونة كما قال عمر رضي الله تعالى عنه : اخشوشنوا ؛ فإن النعم لا تدوم ، وهكذا يتعود أبناءنا ، ويتعود نساءنا ، والمسألة مسألة جنة .
أي نعم نعم ذلكم الرجل الذي هو عمير بن الحُمام عند أن قال النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " من قُتل إلى الجنة " وفي يده تمرات يأكلهن ، فرمى بهن وقال : إنها لحياة طويلة إذا بقيت حتى تنفد هذه التمرات ، ما بيني وبين الجنة إلا أن يقتلني هؤلاء النتنى .
------------
من شريط : ( أسئلة الجهاد الأندونيسي )