ما حكم اختلاط الرجال والنساء الأجانب في المجالس وغيرها، وهل يجوز للمرأة أن تتعطر المكياج الحامورة كي تقابل الناس أو تخرج وهي متعطرة متبخرة مع الدليل؟

الزيارات:
6488 زائراً .
تاريخ إضافته:
16 صفر 1433هـ
نص السؤال:
ما حكم اختلاط الرجال والنساء الأجانب في المجالس وغيرها، وهل يجوز للمرأة أن تتعطر المكياج الحامورة كي تقابل الناس أو تخرج وهي متعطرة متبخرة مع الدليل؟
نص الإجابة:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله واصحابه أجمعين ، وأشهد أن لاإله الا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أما بعد :

فإختلاط الرجال والنساء يعتبر فتنة والرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " ماتركت فتنة بعدي أضر على الرجال من النساء " ، ويقول النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - كما في الصحيح : " مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الْحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ " ، والنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة : " كُتِبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ نَصِيبُهُ مِنْ الزِّنَا مُدْرِكٌ ذَلِكَ لَا مَحَالَةَ فَالْعَيْنَانِ زِنَاهُمَا النَّظَرُ وَالْأُذُنَانِ زِنَاهُمَا الِاسْتِمَاعُ وَاللِّسَانُ زِنَاهُ الْكَلَامُ وَالْيَدُ زِنَاهَا الْبَطْشُ وَالرِّجْلُ زِنَاهَا الْخُطَا وَالْقَلْبُ يَهْوَى وَيَتَمَنَّى وَيُصَدِّقُ ذَلِكَ الْفَرْجُ وَيُكَذِّبُهُ) .

والاختلاط الموجود في بعض المدارس ، وفي جامعة صنعاء ، وفي بعض الإدارات الحكوميه يعتبر إختلاطاً جاهلياً يتبرأ منه الاسلام ، وهو إختلاط فتنة ، وهو إساءة إلى العلم والتعليم ، فالرجل أو الشاب لا يستطيع أن يحصل علماً والفتاة بجانبه وعن يمينه وعن يساره وأمامه وخلفه لا يستطيع أن يحصل ، وهكذا أيضا الفتاة لا تستطيع أن تحصل العلم فيعتبر إساءة إلى العلم وإساءة إلى المجتمع .

الاختلاط الذي يقع في بعض البلاد اختلاط الاخوة مع نساء اخوتهم أو الاقارب إن كانت المرأة متسترة ، ولم تُخش فتنة فليس لنا أو ليس لدينا دليل على تحريمه الممنوع والمحرم هو الخلوة .

الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " لَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلَّا وَمَعَهَا ذُو مَحْرَمٍ " ، فقال رجل : أفرأيت الحمو يارسول الله ؟ قال : " الحمو الموت " .

ويقول النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - " إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ " ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَرَأَيْتَ الْحَمْوَ ؟ ، قَالَ : " الْحَمْوُ الْمَوْتُ " .

ويقول النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " ماخلى رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما " .

وإنما حرمناه في الجامعه وفي المدارس لماذا ؟ لأن الشباب عندهم فراغ ، ولم يكن لديهم إيمان يردعهم عن إرتكاب الفواحش ، والنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - كان يجعل للنساء يوماً ففي صحيح البخاري أن النسوة قلن : يارسول الله ذهب بك الرجال فاجعل لنا يوما ، فعلمنا مما علمك الله ، فجمعهن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ثم آتاهن وقال لهن : " مَا مِنْكُنَّ امْرَأَةٌ تُقَدِّمُ ثَلَاثَةً مِنْ وَلَدِهَا إِلَّا كَانَ لَهَا حِجَابًا مِنْ النار " ، فَقَالَتْ امْرَأَةٌ : وَاثْنَتَيْنِ ، فَقَالَ : " وَاثْنَتَيْنِ " ، وكان قد قال لهن في ذلك الحديث نفسه فَقَالَ : " يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ ، فَإِنِّى أراَكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ" ، فَقُلْنَ : وَبِمَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : " تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ , وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ ، لو احسنت إلى إحداهن الدهر لقالت مارأيت منك خيراً قط لو احسنت إليهن الدهر ثم أسأت اليها لقالت مارأيت منك خيرا قط " .

والناس في هذا الباب في باب مسألة المرأة ينقسمون إلى ثلاثة أقسام ، إلى طرفين ووسط

الطرف الاول : أرخى لها الزمام ، تسافر إلى روسيا لتكمل دراستها ، أو إلى امريكا ، أو إلى فرنسا ، والاقبح من هذا تسافر مع خليلها ، والنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " لَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أن تسافر إلا مع ذي محرم " .

الطرف الثاني : أنهم تركوهن كالبهائم لا يهتموا بتعليمهن ، وأعني تعليمهن أمور دينهن ، إذا أرادت أن تصلي تعلم كيف صلى رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - إذا أرادت أن تحج ، مسألة العقيدة أيضا كذلك ، وهذا الطرف الاخر يعتبر مفرطاً ، ورب العزة يقول في كتابه الكريم : " وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى " ، ويقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ " ، وفي الصحيحين من حديث عبدالله بن عمر ان النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال : " كلكم راع وكلم مسؤل عن رعيته " وذكر الحديث ، وفي الصحيحين أيضا من حديث معقل بن يسار أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال : " مامن راع يسترعيه الله رعية ثم لم يحطها بنصحه إلا لم يجد رائحة الجنة " .

أما الطرف الوسط : الذين هم في نظر كثير من الناس متشددون ، الطرف الوسط هو الذي يحافظ على أهله ويعلم أهله ماأوجب الله عليه ، هذا هو الطرف الوسط ، ورب العزة وهو أعلم وأحكم يقول في كتابه الكريم لنساء النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -اللآتي هن أطهر قلوبا من نسائنا يقول : " وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى " ، ويقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : " وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ " .

بقي ما إذا كانت المرأة متسترة مغطية وجهها ويديها وأُمنت الفتنة أيجوز أن تأكل مع أقربائها مع عدم الخلوة مع أقربائها الذين ليسوا بمحارم لها مع عدم الخلوة أيضا الأمن من الفتنة ؟ ,الظاهر يجوز ينبغي ألا نحرم على الناس شيئاً أحله الله لهم ، وقد كان النساء يأكلن في زمن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - مع أقربائهم ، وهكذا العروسه كانت تخدم الضيوف ، فهذا الذي يجيزه الإسلام ويبيحه الإسلام لا نحرمه ، لكن مع أمن الفتنة ، ومع عدم الخلوة والله المستعان .


سأل سائل ...........

أجاب الشيخ : وغض البصر " قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ* وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا " .

سأل سائل : وهل يجوز لها أن تخرج بالمكياج والحامورة ....ليراها الناس ؟

الفتنة إذا خرجت متعطرة ، أو تفتن الناس فهي تعتبر آثمة ، والواجب أن تطرد من المجتمع إلى بيتها ، ولا يجوز لها أن تفتن فانها مسؤولة أمام الله ، وهكذا وليها مسؤول أمام الله عز وجل فلا يجوز لها ، أن تتعرض وأما إذا خرجت متعطره فانها تعتبر زانيه كما في حديث أبي هريرة في السنن " أن المرأة إذا خرجت متعطرة ليجدوا ريحها فهي زانية " .

سأل سائل : ........
اجاب الشيخ : الثوب الجلباب الذي يغطي جميع جسمها ، فالله يقول في كتابه الكريم : " يَا أَيّهَا النَّبِيّ قُلْ لِأَزْوَاجِك وَبَنَاتك وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبهنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ " ، والصحيح أن المرأة تعتبر عورة لأن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول كما في جامع الترمذي : "المراة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان "

سأل سائل .........
أجاب الشيخ : في حال الضرورة والذي هو أمر ضروري وتأمن الفتنة فنعم .

--------------
من شريط : ( أسئلة وأجوبة حول المرأة ) .

تصنيف الفتاوى

تفريع التصنيف | ضم التصنيف