إن كنت أصلّي وكنت تصلّي كما أصلّي فهذا تقليد ، أو في عبادة من العبادات أنت لا تعرف دليلها وكنت تفعل كما فعلت فهذا من التقليد >
وهذا بحمد الله ليس عند أهل السّنّة ، أنا أعجب ممن يتّهم أهل السّنّة بالتقليد وأنتم تعرفون إذا أتيت بشيء ما أدري وهذا يقوم علي من جانب المسجد وآخر من جانب وآخر من جانب لا يا أبا عبد الرّحمن ما هكذا.
التقليد يا إخواننا متابعة من ليس بحجّة بدون حجّة ، أمّا أن أقول لك : عبد المجيد الزّنداني يلبّس وعندي البراهين على تلبيسه ، وأنت قلت : عبد المجيد الزّنداني يلبس وذكرت لك تلبيسه فهذا لا يعدّ من باب التقليد بل هو من باب قول الله عزّ وجلّ : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا} [الحجرات:6] ومفهوم الآية الكريمة إذا جاءنا العدل فإنّنا نقبل كلامه ، فهذا ليس من باب التقليد ، وأنت تجد أنّ يحيى بن معين يقول : فلان ليس بثقة ويسوق العقيلي سنده إلى يحيى بن معين أنّه قال : فلان ليس بثقة ويسوق ابن عدي سنده إلى يحيى بن معين أنّه قال : فلان ليس بثقة وهكذا .
فالمهمّ يا إخوان ماذا يريدون ؟ يريدون من أهل السّنّة أن يكونوا شذر مذر لا يكونوا واحد مع واحد .
خبتم وخسرتم يا أيّها الحزبيّون. أهل السّنّة من فضل الله من حرض إلى أقصى حضرموت بل والله أهل السّنّة في جميع البلاد الإسلاميّة دعوتهم واحدة ، وإذا سمعت خطيبا بمصر يتكلّم على دعاء غير الله وسمعت آخر بالسودان يتكلّم على دعاء غير الله ، وسمعت آخر باليمن يتكلّم على دعاء غير الله تجد الكلام واحدا. لماذا؟ لأنّهم ما عندهم إلّا قال الله قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - ، لكن تسمع الصّوفيّ أو الشّيعيّ أو الحزبيّ يامساكين الحزبيّون يا إخوان يتلوّنون، يتلوّنون بالأمس الديمقراطية حرام وكفر والبوم الديمقراطية نحن نطالب بها.
في مصر نزّل الأخ الجزائري في كتابه ، في ذلكم الكتاب أنّ الإخوان المسلمين يطالبون بالحكم بالديمقراطية ، ومن شاء وقف على ذلك في ذلكم الكتاب والله المستعان .
فتستطيع أن تقول : الإخوان المسلمون ليس لهم مبدأ ، كما أيضاً أصحاب الجمعيّات كذلك أيضا تجدهم - ونحن الله يعلم أنّنا ما نريد أن يمسّهم من سوء ولا مكروه من قبل المسؤولين - ، تجدهم يقولون أهل السّنّة متشدّدون ، أهل السّنّة قالوا في عدن يتكلّمون في الحكومة، أهل السّنّة يتكلّمون في الإنتخابات ، وهم إذا خلت مجالسهم - أعني السّروريّة - فهم يعتقدون ما يعتقدون . وقد فاه أحدهم بعقيدتهم في الحكّام والله المستعان.
أصلها يا إخوان ما تصبح حزبيّة إلّا بإعتقادهم أنّ الحكّام كفّار أو غير صالحين ، ليسوا بكفّار لكن غير صالحين لولاية المجتمع ومن أجل هذا فهم يكوّنون أحزابا .
فأنا أيضا أنصح السائلة فيما يتعلّق بالسؤال الأوّل نصيحة لوجه الله ألا تشتغلي بسلمان ولا بسفر ولا بالقطان واشتغلي بكتاب ربّنا وسنّة نبيّنا ، ولا يشغلك أيضا فلان مصيب أو فلان مخطئ ، إقبلي على العلم النّافع ، اقبلي على العلم النّافع إن كنت لم تنجبي أولادا فبعد أيّام هذا الولد يصيح وذاك الولد الآخر مريض وذاك الولد فعل كذا وكذا ، وتشغلين بأولادك ، إقبلي على العلم النّافع قبل أن تشغلي ، " نعمتان مغبون فيهما كثير من النّاس : الصّحة والفراغ " .
فاغتنمي صحّتك واغتمكي فراغك . وأنا اعتقد اعتقادا جازما أنّ هذا الكلام سفر مصيب سفر مخطئ قال كذا وكذا أنّه ناشئ عن فراغ ، أنا ما أبغيك أن تشغلي نفسك بهذا، أبغيك أن تشغلي نفسك بحفظ القرآن وكذلك بحفظ حديث من أحاديث الرّسول-صلّى الله عليه وسلّم- والله المستعان.