ما حكم الإسلام في أتباع المكارمة

الزيارات:
5937 زائراً .
تاريخ إضافته:
16 صفر 1433هـ
نص السؤال:
ما حكم الإسلام في أتباع المكارمة وهل التابع والمتبوع في النار إذا ماتوا على هذا الزيغ ؟
نص الإجابة:
أتباع المكارمة غالبهم يعتبرون جهالاً لا يدرون ما المكارمة عليه من الكفر ، ومن البعد عن دين الله فهم يعتبرون مبتدعة ، وإذا بُلغوا وأبوا أن يقبلوا النصح فإنه يشملهم قول الله عز وجل : " إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرأوا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار " ، وقول الله عز وجل في كتابه الكريم : " ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلاً * يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلاناً خليلاً " .

فالواجب عليهم أن يرجعوا إلى كتاب الله ، وإلى سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، ومذهب الباطن هو مذهب باطل عوض عن النون لام سموه المذهب الباطل لا تسموه المذهب الباطن فليس في كتاب الله باطن ، ديننا ظاهر ، وأما قول الله تعالى : " وذروا ظاهر الأثم وباطنة " فالمقصود الذنوب الظاهرة ، والذنوب الباطنة ، وهكذا أيضاً " وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة " كذلك أيضاً المقصود النعم الباطنة والنعم الظاهرة ، ليس لهم دليل .

ثم بعد هذا نقول لك : يا مكرمي هذه الأشرطة عليك فضائح فضائح إنك وإن اشتريتها من نجران فإنها إن شاء الله ستصل إلى أرض الحرمين وإلى السودان وإلى مصر وإلى جميع البلاد الإسلامية ، وكم تشتريها من كل بلاد أنت ، ولو حرصت على ألا تنشر بنجران ، سنتشر باليمن وتنشر أيضاً في جميع البلاد الإسلامية .

ما ينفعك أن تذهب وتشتريها ، تختلس أموال المساكين من رجال يام ، وزكوات ، نحن نعرف أنهم يدفعون الزكاة إلى الدولة ثم يدفعون الزكاة إليك ، وأنهم يعقدون عقد النكاح ، ثم بعد ذلك أيضاً يأتون ويعقدون عندكم عقد النكاح لأنكم تعتقدون أن الناس كفار ، وأنتم الكفار أنتم الكفار .
لا ينفعكم إلا أن ترجعوا إلى الله ، والإسلام يجب ما قبله ، ما بين المكرمي والإسلام إلا أن يقول : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً رسول الله كفرت بالمذهب الإسماعيلي ، وكفرت بعبيد الله بن ميمون القداح ، وكفرت بأئمة الكفر والضلال ، ما بينه وبين الإسلام إلا هذا فقط .

فالإسلام ليس حقنا ، ولا حق فلان وفلان ، لا نستطيع أن نتحجر على أحد ، ولا يستطيع أحد أن يتحجر على أحد ، ما بينه وبين الإسلام إلا أن يرجع إلى الله ، ويكفر بما هو عليه من المذهب الباطني .

ثم شيئ آخر أيضاً لا ينفعه أن يرسل إلى من يقتلني : " وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله " ، أنا بحمد الله لا أبالي من فضل ربي ، أريد بحمد الله أن تقوم دعوة السنة بنجران ، وستقوم بإذن الله ، وستذكرون إن شاء الله أنكم إذا أحياكم الله قدر ثلاث سنين أو أربع سنين ما تجدون إلا ونجران بلد سنة ، والحمد لله الأمر سهل حتى وإن قتلت فأهل السنة موجودون بأرض الحرمين وبنجد وباليمن ، والسنن منتشرة ، والحمد لله ، ولكنني أقول أيضاً :

زعم القريمط أن سيقتل مقبلاً ******************** أبشر بطيب سلامة يا مقبل

مل يزيدني هذا التوعد من قبل المكرمي إلا ثابتاً وحماسة للسنة ، وأعرف بهذا أنهم أمة حمقى لأنه لو كان لديهم علم يقولون : ائتنا بهذا الوادعي لنناظره ، والأمر سهل بحمد الله ، ثم بعد ذلك إن غلبونا علم الناس أنهم على حق ، وإن غلبوا فالواجب عليهم أن يستسلموا لكتاب الله عز وجل ، ولسنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً " ، " وما اختلفتم فيه من شيئ فحكمه إلى الله " .

المذهب الباطني بولوا عليه ، اسمعوا لأنه مذهب باطل محارب لكتاب الله ، ولسنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، ليس هناك مذاهب : " إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيئ إنما أمرهم إلى الله " ، " واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا " ، إنما المؤمنون إخوة " ، " يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن " .
الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " المسلم أخو المسلم لا يظلمه ، ولا يسلمه ، ولا يحقره ، ولا يخذله " ، " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر " .

أنا أسألكم يا طلبة العلم منكم من يدرس الكتاب والسنة ، ومن أصبح حافظاً لكتاب الله ، ولسنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - هل وجدتم في كتاب الله أو في سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أننا نكون إسماعيلية ؟ ما وجدنا ، وهل وجدنا في كتاب الله أو في سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أننا نكون عبيديين ؟ لأنهم تارة يسمون أنفسهم بالعبيديين ، وتارة يسمون أنفسهم بالإسماعيلية ، وأخرى بالقرامطة ، وأخرى بالبهرة ، وأخرى بالمكارمة ، وأخرى بالدروز ، وأخرى بالنصيرية ، النصيرية الذين هم الآن بالشام إذا مر بهم السحاب ينظرون إليه ويقولون : فيه علي بن أبي طالب ، وإذا رعد الرعد قالوا : لبيك هذا صوت علي بن أبي طالب .
وهذه الخرافة وصلت إلينا نحن أنفسنا ، إذا رأينا حجراً مفلوقاً يقولون : هذا بسيف علي بن أبي طالب ، وهكذا من تلك التراهات التي ألصقوها إلى علي بن أبي طالب ، وهكذا وعلي بن أبي طالب برئ من هذا ، بل تأكدوا تأكدوا تأكدوا أنه لو كان حياً لضحى بالمكارمة لأنهم يخالفون دين الله ، علي بن أبي طالب عند أن قال من قال إنه إلـه ، دعاهم إلى أن يراجعوا ، ثم دعاهم إلى أن يراجعوا ، ثم دعاهم إلى أن يراجعوا ، فلما أبوا أمر بأخاديد فخدت ، ثم بنيران فيها فأضرمت ، ثم قال لهم : ارجعوا فأبوا أن يرجعوا ، ثم ألقاهم في تلكم الأخاديد ، وقال :
لما رأيت الأمر أمراً منكراً ******************* أججت ناري ودعوت قنبراً

فعلي بن أبي طالب الذي يقول فيه النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " أنت منى بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " ، ويقول فيه النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " علي مني وأنا منه " أيقولها النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - هذه الكرامات وهذه المقالات في شخص يدعي أنه يشارك الله في الربوبية ، ويقول علي : والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ألا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق ، وهكذا أيضاً الحسن والحسين ، الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة " .

إياكم إياكم أهل نجران من رجال يام أن يخدكوكم بمحبة علي بن أبي طالب ، وبمحبة أهل البيت فإنهم أعداء علي بن أبي طالب ، وأعداء أهل البيت ، كان الناس يطوفون بحرم الله فجاء رجل من أتباع الحاكم العبيدي فأخذ دبوساً وطعن الحجر الأسود حتى فلق منه فلقتين صغيرتين ثم رجع إلى الحجاج يقول بدبوسه هكذا يميناً وشمالاً من رآه قتله ويقول : لا محمد ولا علي ، ماهم عند محمد ولا عند علي لا يغرونكم .
وهكذا أبو كامل الذي تنتسب إليه طائفة من الشيعة قال : إن الصحابة كفروا لأنهم أخذوا الخلافة على علي ، وإن علياً كفر لأنه لم يأخذ بحقه ، فدين الإسلام في واد ، وأولئك الأمة الحمقى البعيدة عن كتاب الله وعن سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - .


-------------------
راجع كتاب المصارعة ( ص 352 )

تصنيف الفتاوى

تفريع التصنيف | ضم التصنيف