ما حكم الإسلام فيمن اعتقد إن الإمام هو إله الأرض ، وإذا وجد هذا الإمام حط عنهم الفرائض وغيرها من العبادات ، وأباح لهم المحرمات وهم المكارمة الباطنية الإسماعيلية ، وهذا موجود في كتابهم المسمى ( الكشف ) للداعي جعفر بن منصور اليمني ؟
الذي يعتقد هذه العقيدة يعتبر كافراً خارجاً من دين الإسلام لأن الإمام إن كان صالحاً فهو منفذ لأحكام الله ، أما أن يعتقد أنه إله وهذه العقيدة الرديئة بل الحديثة متوارثة من زمن قريب فلعلها في القرن الثالث أو القرن الثاني من عبيد الله بن ميمون القداح الذي أصله يهودي ثم انتسب إلى أهل البيت ، وبعدها يزعمون أن هذا المذهب ينتسب إلى إسماعيل بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه ، يزعمون أنه ينتسب إلى ذلكم المذهب ، وهذا مذهب ردئ يعتبر أضر على اللإسلام من اليهود والنصارى لأن أصحابه يتكيفون .
اليهودي يهودي ويأبى أن يتكيف ، وهكذا النصراني ، أما المكارمة والإسماعيلة من حيث هم فهم مستعدون أن يصلوا مع المصلين ، وأن يسب الإله مع الذين يسبون الإله ، وأن يشرب الخمر مع الذين يشربون الخمر ، وأن يزني ويرتكب جميع المحرمات لأن أصل دينهم هو الإباحة ، لا فرق بين الباطني وبين الشيوعي ، بل الباطني أضر على الإسلام والمسلمين من الشيوعي ، لأن الشيوعي يتظاهر بشيوعيته ، أما الباطني فهو يتكيف ربما ينقر صلاته كما نراهم بنجران ينقر صلاته كنقر الغراب ، ويظن الظان أنه هذه هي صلاة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، وهم لا يظهرون مذهبهم الخبيث ، ولو علم به رجال يام وسيعلمون به إن شاء الله وستصبح نجران بإذن الله دار سنة لأن دين المكارمة مبني على الخداع وعلى الالتواء ، ودين مبني على الخداع لا بد أن يظهر مهما تكتم أصحابه ، ومن أكبر الأدلة على تكتمهم أنهم يأبون أن يطلع أحد على كتبهم ، فأهل السنة مبثوثة كتبهم في الأسواق ، ومبثوثة في المكاتب ، لماذا إخواني في الله يتكتم المكارمة على كتبهم ؟ إنه يأتيهم الرجل المتدين يعطونه كتباً تناسب حاله ، ويأتيهم الرجل المنحرف ويعطونه كتباً تناسب حالة ، وهكذا إن التاريخ يفضحهم ، وإن تكتموا على كتبهم ، وعلى عقائدهم الخبيثة ، إن التاريخ يفضحهم فأبو سعيد الجنابي الذي هجم على البحرين والأحساء في أوائل القرن الرابع الذي هجم على البحرين والأحساء والقطيف فيما يظهر لي واستباح النساء وسباهن ، وهكذا الذراري ، وقتل المسلمين قتلاً ذريعاً ، إن مثل هذا الفعل يؤذي ويؤلم لأنهم يستبيحون دماء المسلمين ، وأنهم لا يؤمنون بالله ولا بكتاب الله ولا بسنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، ولا يؤمنون بأنبياء الله ، نحن لسنا نتقول عليهم هذا ، نحن مستعدون أن نناظرهم إن كتب التاريخ موجودة بين أظهرنا ، كتب التاريخ التي ذكرت أن أبا طاهر الجنابي وهو ولد أبي سعيد هجم على الحجيج بالحرم ، وقتل منهم نحو سبعة آلآف ، وقتل بنواحي مكة وشعابها نحو ثلاثين ألفاً ، ثم اقتلع الحجر الأسود ، وأخذه ولم يرده إلا بعد اثنين وعشرين سنة .
نحن قلنا : إن أبا سعيد في أوائل القرن الرابع بل هو في أوائل القرن الثالث أبو سعيد الجنابي - فهذا سبق لسان فيما تقدم - هذا شأنهم إن رسالة عبيد الله بن الحسن القيرواني التي كتبها إلى بعض الباطنية وفيها تحليل ما حرم الله ، وفيها السخرية من موسى عليه السلام ، ومن عيسى عليه السلام ، ومن نبينا - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، وهكذا أيضاً الغلام القرمطي كما في ( الفرق بين الفرق ) الذي ظهر بالبحرين أو بالأحساء ظهر بها ، وكان ينهى عن إطفاء النار ، فمن أطفأ ناراً قطع لسانه ، وأي طفل وأي غلام يمتنع من إرادة الفاحشة به يقتل ، هذا هو مذهبهم ، بل أقبح من هذا أنهم لا يؤمنون بالله وإن تستروا ، وإننا سنقول بإذن الله تعالى لأولئكم الذين أضلوا أمماً في كثير من البلاد الإسلامية نقول لهم : إن اليوم غير أمس ، بالأمس كان الناس كلاً في بلده لا يذهبون إلى بلد أخرى ، أما الآن فذاك يذهب إلى أمريكا ويرجع بفكر ، وهذا يذهب إلى بلد من البلاد الإسلامية ، وهذا يذهب إلى مصر ، وآخر يذهب إلى أرض الحرمين ، وآخر يذهب إلى كذا وكذا ، ويرجع وقد تقشعت ظلام التشيع من بلدنا ، وأكبر سبب في هذا الذين يغتربون ، يغتربون ويرجعون ويرون أن الإسلام على خلاف ما عليه أهل بلدنا ، فما أكثر البدع التي قد اضمحلت ، وقد أصبحت بدعة بالية ، الآن تأكدوا أنه سيأتي ليلة من الليالي ، أو يوم من الأيام ما يدري الناس أين المكرمي لماذا؟ يخشى من الفضيحة بين رجال يام ؟ ما يدرون إلا وقد هرب بأهله بالليل ، ولكني أنصح أن يهرب إلى الهند ، الهند هم الأعاجم سينفق دجله وتزييفه ، أما عندنا باليمن فلا ، نحن نخبره أننا لسنا مهتمين بالمكارمة الموجودين عندنا بحراز وبعراس ، نراهم مثل اليهود نرى أهل البلد بحمد الله يرونهم مثل اليهود .
فنقول لا ضرر علينا منهم ، وإن كان الواجب علينا أن ندعوهم ، وأن نتحداهم ، فسيأتي ليلة من الليالي ما يدري الناس أين ذهب المكرمي أسفل أم علا كما يقولون : يخشى من الفضيحة لأننا نتحداه للمناظرة ، وهكذا أيضاً علماء من أرض الحرمين ومن نجد يتحدونه للمناظرة ، والمشائخ مشائخ القبائل سواء أكانوا في نجران أم باليمن هم مشائخ مادة تأكدوا أن الدولة لو تدعوهم وتعطي الواحد منهم خمسمائة ألف وأرادت منهم أن يذبح المكرمي لفعلوا ، ألا ترون المشائخ عندنا ، ما تدري وهو بعثي بحسب المادة ، ما تدري وهو ناصري ، وما تدري وهم يتلونون ويتقلبون على كل لون بحسب المادة ، فأولئك المشائخ قد كانوا ينفعونه .
وسأذكر لكم قصة حصلت قبل ثورة اليمن لأن الناس كانوا كما يقول العامة كراتين كانوا كراتين في ذلك الوقت قبل ثورة اليمن كيف ذاك ؟ خرج محمد الكوكباني وكان مسئولاً في الهيئة في الحجاز مع مجموعة ، فصعدوا على دكان ليعظوا الناس ويحذروهم من المذهب المكرمي الباطل ، وتكرر هذا أياماً والمكرمي جاهل لا يستطيع أن يناظرهم فما حصل منه إلا أن دعاء مشايخ يام ورجال يام دعاهم إلى الوادي وخرجوا ، وبعد أن خرجوا قال لهم : أنا وأهلي سنذهب إلى أي بلدة تبغون ، إما إلى مكة ، وإما إلى غيرها إلا أن تدافعوا عن دينكم هذه هي الكلمة تفطنوا للفرق الآن !! ، أعرف أناساً بحمد الله من الراشيدبين وغيرهم قد أصبحوا أهل سنة ، الآن يهزون المنابر فما أن تكلم بهؤلاء الكلمات إلا ورجال يام يدخلون السوق من كل فج كل من رأوه ليس من أهل نجران ضربوه ضربوه سواء أكان يمنياً أو نجدياً أو حجازياً ، وهجموا على دكانه وأرادوا أن يذهبوا إلى البرقية لقطعوا المواصلات ، المهم بلغ السلطات السعودية أن هناك ثورة وانقلاباً في نجران وجهزت جيشاً وخرجوا إلى الخرج ، وأعطوا للنشمي مالاً كثيراً وكان أمير نجران في ذلك الوقت ، وأعطوا له مالاً كثيراً ومن أجل أن يمسح القضية ، وهكذا ويزعمون أن لهم عهداً على عبدالعزيز رحمه الله تعالى أنهم لا يتركون مذهبهم ولا يتعرض لمذهبهم ، هذا عهد وإن حصل فهو عهد باطل لا يجوز الوفاء به لا يجوز أن يقروا على الكفر ، لا يجوز أن يقروا على محاربة دين الإسلام ، فهذا عهد باطل لا يجوز أن يقر .
والواجب على إخواننا الدعاة إلى الله أن يتحدوهم ، وأن يبينوا لإخواننا مشائخ القبائل وقبائل يام من همدان فإنه يسوؤنا جداً أن يبقوا ضحية للمذهب الباطني المنحرف .
نسأل الله أن يهدينا وإياهم إلى الحق ، وأن يردهم رداً جميلاً .
---------------------
راجع كتاب المصارعة ( ص 343 إلى 346 ) .