موقفنا منهم ، نعاملهم كما عامل علي رضي الله تعالى عنه الخوارج ؛ وهو أنه لم يبدأهم بقتال حتى قتلوا عبدالله بن خباب ، وقطعوا الطريق ، وخاف علي أن يشتبك بمعركة مع معاوية ويخلف الخوارج على أهليهم وذراريهم أهل المسلمين الذين مع علي وكذلك على ذراريهم .
فلما رأهم هكذا وبدؤوا بالقتال ، وقطعوا الطريق ، أرسل إليهم عبدالله بن عباس ليناظرهم ، فرجع منهم من رجع وهو أكثرهم ، وبقي من بقي ، فقالتهم علي وقتلوا كلهم لم يبقَ منهم إلا نحو بضعة عشرة رجلاً ، كما أخبر بذلك النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - كما في حديث علي وحديث أبي سعيد الخدري ، هذا أمرٌ .
الأمر الثاني : إذا حصلت المعركة وهربوا ؛ فعليٌ يقول : لا يُتبع مدبرهم ، ولا يجهز على جريحهم ، ولا يأخذ فيئهم ، ولا تسبى نسائهم ، يا لها من عدالة ما أحسنها ، رضي الله عن علي بن أبي طالب .
فأخذ العلماء بقول علي بن أبي طالب ، والحمد لله .
---------------
من شريط : ( إرشاد الحائر إلى ما يجري بالجزائر )