أهل السنة والجماعة لا يكفرون المسلمين ، والرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " من قال لأخيه يا كافر ؛ إن كان كما قال وإلا رجع عليه " ، والمعاصي كانت موجودة على عهد النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ولكنها بقلة ذاك يسرق وذاك يزني وذاك ربما يبلغ عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أخباراً كحاطب إلى غير ذلك ، فالمعاصي كانت موجودة على عهد النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - .
وهذا رأي الخوارج - أي تكفير المسلمين بالمعاصي - الذين يقول النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فيهم : " الخوارج كلاب أهل النار " من حديث أبي أمامة وعبدالله بن أبي أوفى عند أحمد ، ويقول النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " إنهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية " ، ويقول النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - في صفتهم : " تحقرون صلاتكم مع صلاتهم ، وصيامكم مع صيامهم " ، ويقول فيهم : " يقتلون أهل الإيمان ويتركون أهل الأوثان " ، وقد حدث وهو أنه مر عبدالله بن خباب بأناس من الخوارج فقالوا : حدثنا عن أبيك ، فحدثهم بحديث في التحذير من الفتن ، فقتلوه وبقروا بطن امرأته وكانت حاملاً ، ثم مر يهودي وقالوا : ذمة نبيكم محمد - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أي لا تقتلوه ، وهكذا الخوارج يقتلون أهل الإيمان ، ويتركون أهل الأوثان .
فهي بدعة خارجية يبرئ منها أهل السنة من تكفير المسلمين .
والحقيقة أنه وقع تفريط من العلماء في شأن إخواننا الجزائريين ، ووقع تفريط أيضاً من الأخوة الجزائريين حفظهم الله ، وأيضاً الحكومة يجب أن تعفوا وحرام عليها أن تتسب في سفك دماء المسلمين ، أعداء الإسلام يريدون أن نتشاغل بحكوماتنا وحكوماتنا تتشاغل بنا ، وهم ينفذون مخططاتهم .
فعلى الشعوب أن يسمعوا ويطيعوا للحاكم المسلم حتى ولو ظُلموا " إنكم تسرون بعدي أثرة وأموراً تنكرونها " ، قالوا : فما تأمرنا يا رسول الله ؟ ، قال : " أدوا الحق الذي عليكم ، وسلوا الله الحق الذي لكم " ، " وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْض الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ " ، نحن لسنا راضين عن أنفسنا ، ولسنا راضين عن حكوماتنا ، لكن هذا ما يدفعنا أن تخوض المعارك مع الحكومات .
بحمد الله فقد قام جماعة الجهاد وأردوا أن يشعلوا فتنة الحرب في اليمن فأول من تصدى لهم وحذر منهم أهل السنة بارك الله فيهم وفي سعيهم ، فلا بد أن يكون العلماء كالحراس يحرسون هذا الدين من العدو الخارجي ، ومن العدو الداخلي ، ومن الجاهلين ، ومن الفسقة ، والمبتدعة والله المستعان .
--------------
من شريط : ( إرشاد الحائر إلى ما يجري في الجزائر ) .