أخ زنى وهو محصن فحكم عليه أحد المفتين بأنه ميت وأن يهجر ولا يجوز دخوله المسجد وإن تزوج أي امرأة فنكاحه باطل هل هذا الحكم صحيح ؟
الزيارات:
3341 زائراً .
تاريخ إضافته:
15 ربيع الثاني 1433هـ
نص السؤال:
أخ زنى وهو محصن فحكم عليه أحد المفتين بأنه ميت وأن يهجر ولا يجوز دخوله المسجد وإن تزوج أي امرأة فنكاحه باطل هل هذا الحكم صحيح ، وماذا عليه وكيف تكون توبته وكيف يتعامل معه إخوانه ؟
هذه فتوى زائغة وصدق النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - إذ يقول : " إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه ولكن يقبضه بقبض العلماء ، حتى إذا لم يبقَ عالمٌ اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسألوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا " .
كنَّا ننصح هذا لو فعل أن يستر نفسه ، أمرٌ وقع يستر نفسه ويعزم على ألا يعود ، أما وقد اشتهر الأمر وليس هناك حكومة تقيم الحدود فننصحه أيضاً أن يتوب إلى الله سبحانه وتعالى فإن الله سبحانه يقول في كتابه الكريم : " وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً * وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا " .
ويقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : " وَإنّي لَغَفَّار لمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَملَ صَالحًا ثُمَّ اهْتَدَى " .
والأحاديث متكاثرة في التوبة والحث عليها والاستغفار ، فالنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " أذنب عبدٌ فاستغفر فقال الله : علم عبدي أن له رباً فقد غفرت له ، ثم أذنب وقال : اللهم اغفر لي ، قال : علم عبدي أن له رباً يغفر الذنب فقد غفرت له " معناه إذا حدث منه أمرٌ ولم يستطيع أن يمسك نفسه ودفه الشيطان إلى هذا الأمر فعليه أن يتوب وأن يستغفر .
أما مثل هذا المفتي فيحتاج إلى أن يُكوى في رأسه من أجل أن يأتِ بالدليل إذا أراد أن يفتي ، ما المسألة مسألة هوى هذا حرام عليك وهذا حلال وهذا يجوز أين دليلك يا مسكين على هذا الأمر الذي افتريته ، رب العزة يقول في كتابه الكريم : " قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ " .
ويقول أيضاً : " وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَٰذَا حَلَالٌ وَهَٰذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ " .
حرامٌ على المسلم أن يفتي بأمرٍ ليس متثبتاً فيه ؛ فإن ابن القيم رحمه الله تعالى يقول : إن المفتي موقع عن الله ، لأن الناس يستفتون عن حكم الله ، ما يستفتونك عن رأيك ، فإن كنت تعلم قلت بالحكم الذي تعلمه ، وإن كنت لا تعلم قلت : الله أعلم .
-------------
من شريط : ( كشف الغطاء عن تلبيس الأعداء )