هل الأخذ بتصحيح وتضعيف علماء الحديث كالشيخ الألباني والشيخ مقبل الوادعي وغيرهما من علماء الحديث من أهل السنة يعتبر يعتبر تقليداً وما حكمه ؟
الزيارات:
4170 زائراً .
تاريخ إضافته:
22 ربيع الثاني 1433هـ
نص السؤال:
هل الأخذ بتصحيح وتضعيف علماء الحديث كالشيخ الألبأني حفظه الله والشيخ مقبل الوادعي حفظه الله تعالى وغيرهما من علماء الحديث من أهل السُنة يعتبر تقليداً وما حكمه؟
حيث أن الحزبيين يتهموننا بأننا تركنا تقليد أئمة المذاهب وبدأنا نقلد مشايخنا من أهل السُنة؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
أما بعد...
فهذا السؤال قد عرض على علامة اليمن محمد بن إسماعيل الأمير رحمه الله تعالى ، وألف كتاب في هذا بعنوان (إرشاد النقاد إلى تيسير ألاجتهاد ) وأنا أنصح بقراءة ذلكم الكتاب .
قبول قول المحدث الذي هو معتمد ، هذا لا يعد تقليداً ، وإنماهو من باب قول الله عز وجل " يَا أَيهَا الذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءكَُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإ فَتَبَنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ " [الحجرات: 6] ، وفي سنن أبي داود من حديث أبي هريرة كما أظنه من حديث أبي هريرة : أ ن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال : " تسمعون ويُسمع منكم ، ويُسمع ممن سمع منكم "
فلا يعد هذا تقليداً ، نعم إن الذي يستطيع أن يبحث ويقف على أسأنيد الأحاديث ، وأن يحكم عليها بما تستحقه فنحن ننصحه بذلك لماذا؟ لأنه إذا تعب في البحث عن الحديث يرتسم في ذهنه ، وأما قبول قول المحدث ، هذا حديث صحيح ، أو هذا حديث ضعيف فليس بتقليد ، لكن هنا شيء أريد أن أنبه عليه وهو أن المحدث قد يخطئ . فقد أ لّف ابن أبي حاتم عن أبيه أبي زرعه مؤلفاً في بيان أخطاء البخاري رحمه الله تعالى في تاريخه الكبير أو الأمام الدارقطني رحمه الله تعالى تتبع الصحيحين ووقف على قدر مائتي حديث يرى انها منتقدة فبعضها تم لآنتقاد و بعضها لم يتم الإنتقاد ، لكن شاهدنا من هذا إن الأمام الدارقطني رحمه الله تعالى وقد لقب بأمير المؤمنين بالحديث ألف كتاب اسمه ( التتبع ) وفي بعض النسخ (الاستدراكات) ، أنتقد كما سمعتم من قبل على البخاري و مسلم مائتي حديث ، والحافظ يقول :- انها مائتان وعشرة ، لكن بحمد الله بالعدد والترقيم عُرف أنها مائتي حديث .
فالعالم قد يصيب وقد يخطئ ، وهكذا ايضاً الأمام الخطيب رحمه الله تعالى في كتابه (موضح أوهام الجمع والتفريق ) وهو كتاب عظيم ذكر فيه أخطاء الأمام البخاري رحمه الله تعالى في تاريخه .
فالذي ينبغي أن يعلم ان المحدث إذا صحح حديثاً أو ضعف حديثاً هو نفسه ربما يتراجع عن هذا وربما ينتقده غيره و يتراجع ايضاً إذا اطلع على إنتقاد غيره ، وربما يكون صحيحاً عنده ويكون ضعيفاً عند من هو مماثلاً له ومعاصر له أو جاء بعده ، فهذا أمر ينبغي أن يتنبه له وهو ان العالم إذا صحح حديثاً فلا نقول القول ما قالت حذام .بل إذا رأينا عالماً أخر أنتقد و اقام البرهان على الآنتقاد فماذا نقول ؟ هذا لا ينتقد عليه ، حتى ولو كان العالم اقل علماً منه فقد يكون برزاً في حديث أو في أحاديث حققها ، ووقوفه وتدريسه بذلك الحديث أو تلكم الأحاديث لا يدل على أنه أعلم من ذلك الشخص و الله المستعان .
فالحأصل أن هذا الذي تكلمنا به هو قطرة من مطرة ، ولكن ننصح بالرجوع إلى ذلكم الكتاب العظيم وهو ( ارشاد النقاد إلى تيسير ألاجتهاد ) ، وهذا من زمن قديم ليس من عصرنا هذا أنهم يقولون : أنتم تعيبون علينا تقليد ألائمة ثم بعد ذلك تقبلون كلام البخاري ، هذا حديث صحيح ، أو هذا رجل ثقة أو غير ذلك لا سواء لا سواء ، فقول الأمام البخاري : هذا حديث صحيح هو حديث رسول الله صلى الله عليه آله وسلم ، أو هذا الرجل ثقة فهو مبرزٌ في هذا العلم وله أن يوثق ويضعف بحسب ما تقتضيه القواعد الحديثية ، بخلاف أن تقوم و تصلي كما يصلي أبو حنيفة وتقول : أنا حنفي ، فلا ، رب العزة يقول : " في كتابه الكريم (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ " ( سورة الأسراء : 36 ) ويقول في كتابه الكريم : (اتبعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبكُمْ وَلَا تَتبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلًا مَا تَذكرُونَ )( سورة إلاعراف : 3)، نستطيع أن نقول نحن نتحدى المتعصبين للمذاهب أن يأتوا بآية قرأنية أو حديث نبوي على أن يكون هذا شافعياً و ذلك مالكياً وذلك حنبلياً وذلك حنفياً ، فرقوا الناس ، ليس هناك دليل بل عده الصنعاني رحمه الله تعالى في ذلك الكتاب القيم بدعة ، يعني التقليد بدعة حدثت بعد القرون المفضلة التي أثتى عليها رسول الله صلى الله عليه آله وسلم وأقبح من هذا الذي سمعتموه ما هو ما يوجد عند الشيعة الذين يعتبرون أنفسهم الفرقة الناجية ، أهل صعدة يعتبرون أنفسهم الفرقة الناجية ، وأهل إيران يعتبرون أنفسهم الفرقة الناجية ، ولكن أهل صعدة المتمسكين بالمذهب الشيعي من فرق الضلال ، كذلك ايضاً أهل إيران أضل وأضل من أهل صعدة ، وأعني بأهل إيران الشيعة ، وإلا فهناك قدر ثلث إيران من أهل السُنة والله المستعان .
-------------
من شريط : ( التبيان في أجوبة أسئلة أهل كردستان ) .