قيام الطلاب عند دخول المدرس إلى الفصل الذي يظهر أنه لا يجوز وأقل أحواله أن يكون مكروهاً ، وعن أنس رضي الله عنه قال : ما كنّا نقوم لرسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - لما نرى من كراهيته لذلك ، وفي < السنن > عن معاوية رضي الله تعالى عنه عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أنه قال : " من أحب أن يتمثل الرجال له قياماً فليتبوأ مقعده من النار " ، الحديث يدل على التحريم إذا كان يحب ذلك ، وهناك حديث أبي أمامة : " لا تقوموا لي كما تقوم الأعاجم لملوكها " لكن حديث أبي أمامة ضعيف من طريق أبي العنبس عن أبي العدبس وهما مجهولان ، لكن يغني عنه ما جاء في < صحيح مسلم > أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - صلى جالساً ، فصلى الصحابة خلف قياماً ، فأشار إليهم أن اجلسوا ، ثم قال بعد إنتهاء الصلاة : " إن كدت آنفاً لتفعلن فعل فارس والروم يقومون على ملوكهم ".
فالقصد أن قيام الطلاب ، وقيام الجنود للضابظ ، والقيام للأمير ، كل هذا لا يجوز لأنه أصبح مفروضاً ولو لم يقم الشخص يؤذى ، دليل على أنهم يحبون ذلك .
بقي القيام لأهل الفضل ، أو لأخٍ لك قادم من سفر فإذا أمنت عليه الفتنة وأنت ما قمت لأجل دنياه فلا بأس بذلك ؛ فقد قام طلحة بين عبيد الله لكعب بن مالك عند أن قدم ، وأيضاً كان النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقوم لفاطمة إذا جاءت إليه ويجلسها مجلسه ، وهي تقوم لرسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - إذا أتى إليها وتجلسه مجلسها .
فالقيام لأهل الفضل في بعض الأوقات ، وخصوصاً إذا كانوا قادمين ولا يُخشى عليه من الفتنة ، ولا تقوم ذلاً وإحتقاراً لنفسك فلا بأس بذلك والله المستعان .
والشيئ بالشيئ يُذكر ما اعتاده الشيوخ ، وما اعتاده اليمنيون أن كل ما لقي صاحبه قبل يده ، هذا لم يثبت ، ولا بأس في بعض الأوقات ، أما في هذه الحالة التي عليها الناس فلا تثبت على هذه الكيفية ، النووي له رسالة في < القيام لأهل الفضل > ، وابن المقرئ له رسالة في جواز التقبيل ، لكن لا بد أن يُقيد بما سمعته والله المستعان .