هل يُجلس على القبر بعد دفن الميت مقدار ما ينحر جزور ويقسم لحمه ؟

الزيارات:
3208 زائراً .
تاريخ إضافته:
4 جمادى الآخرة 1433هـ
نص السؤال:
هل يُجلس على القبر بعد دفن الميت مقدار ما ينحر جزور ويقسم لحمه ويقرأ عليه القرآن ؟
نص الإجابة:
لم يثبت هذا ، وما جاء أن عمرو بن العاص قال : يُجلس على قبره قد ما تنحر جزور ، فهو من قوله وليس بحجة ، وهكذا أيضاً القراءة لم تثبت ، والذي ورد أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - عند أن أدخل الميت في القبر قال : " بسم الله ، وعلى ملة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - " .
وأما حديث : اقرأوا على موتاكم يس ، فإنه حديث ضعيف من طريق أبي عثمان وليس بالنهدي وفيه مع ضعفه اضطراب ، فالحديث لا يثبت عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، ورب العزة يقول في كتابه الكريم : " وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى " فالآية عامة إلا ما خصها الدليل ، وقد أخذ الإمام الشافعي رحمه الله تعالى بهذا العموم وقال : إن القراءة لا تصل إلى الأموات ، وهذا هو الحق ، فقد مات على عهد النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - جمعٌ ، ولم يُنقل أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أمر بالقراءة عليه .
لكن إذا مات الميت وعليه دين ينبغي أن يُبادر يقضاء دينه لأن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " نفس المؤمن معلقة بدينه " ، وهكذا أيضاً كما في الصحيح من حديث أبي قتادة أنه قُدم ميت ليصلى عليه النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فقال : " أعليه دين " ، قالوا : نعم ، قال : " صلوا على صاحبكم " ، ثم قال رجلٌ : هو عليَّ يا رسول الله ، فصلى عليه النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - .
وهكذا إذا مات ولم يحج ؛ فالرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " اقضوا الله فدين الله أحق أن يُقضى " .
وإذا مات وعليه صوم ، فالرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " من مات وعليه صومٌ صام عنه وليه " .
وإذا ثبت شيئٌ بأدلة صحيحة تُضاف إلى هذا ، الصلاة ينتفع بها الميت والرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " ما من مسلمٍ يموت فيصلي عليه أمةٌ من الناس لا يُشركون بالله شيئاً إلا شفعهم الله فيه " ، فينبغي أن نحرص على تكثير المصلين .
أما العبث بأموال اليتامى للقارئ وللقات وللوائم ، فإن رب العزة يقول في كتابه الكريم : " إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا ۖ وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا " ، واليتامي ينبغي أن يُوفر مالهم وأن يحسن إليهم ، أما أن يضيع في القات وفي التعب ، وهذا في كثيرٍ من البلاد الإسلامية ربما يُقيمون المخيمات الكبيرة في مصر ، ويستأجرون القارئ ويُتعبون أهل الميت حتى قال بعضهم :
ثلاثة تشقى بها الدار **** العرس والمأتم والزارُ

---------------
من شريط : ( أسئلة عامة متنوعة )

تصنيف الفتاوى

تفريع التصنيف | ضم التصنيف