الكثير يحاولون مخالفة السنة ويقولون : قد حدثت أحداث بعد النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فما رأيك في قولهم ، وهل قال بهذا القول أحد من القرون الأولى ؟
رب العزة يقول في كتابه الكريم : " لأنذركم به ومن بلغ " ، فالأصل هو عموم التشريع ، والنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " يوشك أن يجلس رجل شبعان على أريكته ويقول : ما عندنا إلا كتاب الله فما وجدنا في كتاب الله أخذناه ، ومالم نجد تركناه ، ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه " .
ورب العزة يقول في كتابه الكريم : " وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا " .
ويقول أيضاً : " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً " .
ويقول أيضاً : " وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً " .
ويقول أيضاً : " فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً " .
ويقول أيضاً : " فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم " . وقد وقعوا في الفتة بسبب إعراضهم عن سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - .
والنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول كما في ( الصحيحين ) من حديث أنس : " فمن رغب عن سنتي فليس مني " .
ويقول أيضاً كما في ( الصحيحين ) من حديث حذيفة في القوم الذين لا يستنون بسنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ولا يهتدون بهديه .
ويقول أيضاً كما في ( مسند الإمام أحمد ) من حديث جابر وكعب بن عجرة : " يا كعب بن عجرة أعاذك الله من إمارة السفهاء " قيل : وما إمارة السفهاء ؟ قال : " أمراء يكونون من بعدي لا يستنون بسنتي ولا يهتدون بهدي " وشاهدنا : " فمن صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه ولا يرد علي الحوض ، ومن لم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فأولئك مني وأنا منه وسيردون علي الحوض " .
وسنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أمان من الضلال فإن الله عز وجل يقول في كتابه الكريم : " وإن تطيعوه تهتدوا " ، وهم في الواقع لا يريدون كتاباً ولا سنة إنما يتدرجون شيئاً فشيئاً ، كما في ( مسند الإمام أحمد ) عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " لتنتقضن عرى الإسلام عروة عروة كلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها ، فأولهن نقضاً : الحكم ، وآخرهن نقضاً : الصلاة " .
فتارة يقولون : السياسة ليست من الدين ، وأخرى يطعنون في السنة كما طعن فيها محمد الغزالي وغير واحد مثل جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده المصري ومن سلك مسلكهما .
وأما كونها قد حدثت أحداث " وما كان ربك نسياً " ، فالله سبحانه وتعالى قادر على أن يقول : إذا حدثت أحداث وتغيرت الأمور فلكم أن تغيروا ، ولكن نحن مطالبون بالعمل بالكتاب والسنة ، والكتاب والسنة علاج الأحداث ، ليس يالجهل ، وقد قال بهذا القول بعض المعتزلة ويأخذون من السنن ما يوافق أهواءهم .