ذكرت أنه لا يجوز للعامي أن يقلد ، فإن نرى العوام يأتون إلى طالب العلم و إلى أحد مشايخ العلم ثم يسألونهم عن مسألة من مسائل الدين أحلال هو أم حرام فيقول ذلك الشيخ أو طالب العلم إنه حلال لم يعلم من الأدلة شيء ، فيذهب العامي ويعمل على ما قال له ذلك له الشيخ أوالطالب ،فإن هذا لا يعتبر تقليدا لأن العامي لا يستطيع أن يبحث في بطون الكتب واختلاف العلماء ولا يعرف الواجب من المستحب ولا الشرط ولا الركن ، وقد سمعت الألباني رحمه الله يقول : إن مثل هذا يجوز وهو الجائز ،وهو أن يسأل العامي العالم فيجيبه وينطلق ويعمل بما قاله؟
أنت متناقض يا أخي في سؤالك ، لأنك تقول : إن العامي يأتي إلى طالب العلم ويسأله ، والعامي - أي من باب التوضيح - يأتي ويسأله عن شرع الله فإذا أجابه بشرع الله فهذا لا يعد تقليداً و أنا معك أنه لا يعد تقليدا كما ذكره الشوكاني رحمه الله يقول : إن الصحابة كلهم ليسوا بعلماء فكان منهم من يأتي ويسأل الصحابي الآخر عن فعل رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، فالعامي إذا أتى وسأل عن فعل رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فلا يعد تقليداً .
ثم ممكن أن تقف العامي و أنت تتوضأ وتقول له : هكذا توضأ رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، وصف علي بن أبي طالب وضوء رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - بالفعل وقد وصف النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - الصلاة بالفعل ، وقال : " صلوا كما رأيتموني أصلي " ، فالوصف بالفعل ميسر أيسر من القراءة في بطون الكتب ، وهكذا النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " لتأخذوا عني مناسككم " كما في ( صحيح مسلم ) وعند النسائي : " خذوا عني مناسككم " ، وكان الصحابة يزدحمون على النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - في حجه كلهم يريد أن يقتدي برسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - .
أما قول من قال : إن العامي يجوز له التقليد فها أنا أقول لكم : ما الدليل على تخصيص العامي ؟ ، أنت تصف له صلاة النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، وهكذا العبادات التي تمس به فما هو الدليل ؟ ، وقد كنت بحمد الله في الجامعة الإسلامية أكتب في السبورة وأقول لهم : ما هو الدليل على أنه يجوز لهذا أن يكون شافعيا ، وذاك أن يكون حنبليا ، وذاك وذاك ،المهم شرع الله واحد ، ولسنا نكلف العامي ما لا يكلفه الله : " لا يكلف الله نفسا إلا وسعها " ، فالنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول للرجل الذي لا يحسن قراءة الفاتحة أن يقرأ : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر .
بعدها أخي في الله ، من العامة من يحب أن يبقى ثوراً ، تجده ساعاتياً يستطيع أن يركب الساعة ، أو مهندسا في السيارات ، أو بناءاً ، أو حدادا ، أو مزارعا ويزاول مهنته على أحسن الوجوه ، وإذا قلت له قال أنا عامي ما أفهم ، أنا عامي ، أنت الذي فرطت في نفسك !! أستطيع أن آتيك بأخوين أحدهما - وكانا في الذكاء سواء وهما صغيران - أحدهما طلب العلم والآخر ترك العلم ، تجد الآخر لا يفهم هو الذي ضيع نفسه ، الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " طلب العلم فريضة على كل مسلم " ونحن نقول : لا إلا العامي ،أنا أسألكم على الإنصاف العامة أكثر أو أهل العلم ؟ العامة ، هذا الذي يزهد العامة في طلب العلم معناه أنه يكفينا في البلد عالما أو عالمين أو ثلاثة ويأتي الشيوعيون ويقتلونهم وتبقى البلد عمياء ، نحن نريد أن نفقه العامة ، نعم وُجد من يعمل في البناء ، ومن هو سائق على سيارة ، ومن هو محترف ، وإذا سمعته يقول : قال الله ، قال رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - تتعجب منه .
أخوكم عبد الله بن عثمان الواعظ البليغ الذي ليس له نظير في اليمن في تأثيره بالخطابة ، هو بناء نعم يشتغل بناءا . يا إخواننا ،فلا بد أن تكون رغبة في النفوس للخير للوقوف على الخير ، وبعدها العامة أتباع كل ناعق ،العامة تستنزف دماؤها ثم بعد ذلك ما تدري إلا وهم يصفقون : عاش الرئيس عاش ، أو عاش الملك عاش ، وهكذا ، نحن نريد أن يتفقه الناس في دين الله ، حتى يعرفوا الحق من الباطل ، وكما قلت لكم نحن نطالب من يخصص العامة بدليل من كتاب الله ومن سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وأنى لهم ذلك .
سؤال : يا شيخ الطالب ما عنده دليل ؟
جواب : يقول ، هكذا فعل النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ،النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وضع يده اليمنى على يده اليسرى على صدره ، والنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - رفع يديه إلى يديه إلى حذو منكبيه ، والنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قدم في السجود يديه ، وهكذا، وحتى طالب العلم ربما لا يذكر مخرج الحديث ولا يعرف صحابيه ، والله المستعان.
ويتحرى أن يكون المفتي تقيا في العلم فإن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " أخوف ما أخاف عليكم منافق عليم اللسان " من كان يظن أن يتدهور أصحاب التجمع أربع مائة عالم! من كان يظن إلى هذا الحد ! ، ومن كان يظن أن الصوفي عبد الله الحداد يكتب في الجريدة أن الديمقراطية لا تتنافى مع الإسلام !، ومن كان يظن أن أصحاب صعدة الذين ربما يتجاوزون الحد ويحرمون ما أحل الله بل ربما بعضهم لا يصلي بعد الآخر ، يقول : لأنه موظف مع الدولة ، أو أنه سرق بيضة ! وهكذا ، يصلون في المسجد ثلاث جماعات أربع جماعات كل يصلي وحده ، ولما جاءت الشيوعية : مرحبا بك يا شيوعية ! الوهابية أضر على الإسلام من الشيوعية! ، فلابد أن يكون العالم تقيا مبرزا في علم الكتاب والسنة .