ماحال حديث : " يحمل هذا الدين من كل خلف عدوله " ، وإذا صح فهل يختص بأهل الحديث ، وماهي الأحاديث التي تبين فضل أهل الحديث ؟

الزيارات:
4587 زائراً .
تاريخ إضافته:
15 جمادى الآخرة 1433هـ
نص السؤال:
ماحال حديث : " يحمل هذا الدين من كل خلف عدوله " ، وإذا صح فهل يختص بأهل الحديث ، وماهي الأحاديث التي تبين فضل أهل الحديث ؟
نص الإجابة:
الحديث أمثل طرقه مرسلة من طريق إبراهيم بن عبدالرحمن العذري ، وله طرق أخرى .
والإمام أحمد يقول : إنه صحيح ، ومن أهل العلم من يضعفه ، والراجح ضعفه .
وقد أغنى الله أهل الحديث بأدلة أخرى تدل على شرفهم ، فينبغي أن يراجع ( شرف أصحاب الحديث ) للحافظ الخطيب رحمه الله تعالى .

والنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول كما في ( الصحيح ) من حديث معاوية والمغيرة بن شعبة والمعنى متقارب : " : " لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك " يقول البخاري : إنهم أهل العلم ، ويقول الإمام أحمد : إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدري من هم ، وفي ( السنن ) عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أنه قال : " نضر الله امرءاً سمع مقالتي فوعاها ثم أداها كما سمعها " .
فأهل الحديث هم حفاظ الشريعة والذابون عنها ، ولقد أحسن الحافظ الصوري إذ يقول :

قل لمن عاند الحديث وأضحى ***** عائباً أهله ومن يدعيه
أبعلم تقول هذا أبن لي ***** أن بجهل فالجهل خلق السفيه
أيعاب الذين هم حفظوا الديـ*****ـن من الترهات والتشويه
وإلى قولهم وما قد رووه ***** راجع كل عالم وفقيه

ويقول الصنعاني رحمه الله تعالى :
سلام على أهل الحديث فإنني ***** نشأت على حب الأحاديث من مهدي
هم بذلوا في حفظ سنة أحمدا ***** وتنقيحها من جهدهم غاية الجهد
وأعني بهم أسلاف سنة أحمدا ***** أولئك في بيت القصيد هم قصدي
أولئك أمثال البخاري ومسلم ***** وأحمد أهل الجد في العلم والجد
بحور وحاشاهم عن الجزر إنما ***** لهم مدد يأتي من الله بالمد
رووا وارتوا من بحر علم محمد ***** وليست لهم تلك المذاهب من ورد

وأهل الحديث يقول النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " تسمعون ويسمع منكم " .
فمن الذي عملَ بها ؟ إنهم المحدثون رحمهم الله ، فهم الذين سافروا وقطعوا الفيافي والقفار وتحملوا المتاعب والمشاق ، بل ربما تنقطع بهم النفقة ويغشى عليهم من الجوع كما حصل لأبي حاتم وجمع من المحدثين كما في ترجمته في آخر مقدمة ( الجرح والتعديل ) لابن أبي حاتم .
يقول بعض الراحلين إلى عبدالله بن المبارك يصف حالته وما حصل له من الوحشة ومن المتاعب والأذى :
خلفت عرسي يوم السير باكية ***** يا ابن المبارك تبكيني برنات
خلفتها سحراً في النوم لم أرها ***** ففي فؤادي منها شبه كيات
أهلي وعرسي وصبياني تركتهم ***** وجئت نحوك من تلك المفازات
أخاف والله قطاع الطريق بها ***** وما أمنت بها من لدغ حيات
مستوفزات بها رقش مشوهة ***** أخاف صولتها في كل حالات

وأهل الحديث رحمهم الله ليست لديهم محاباة كأصحاب المذاهب والحزبيين فأحدهم يضعف أخاه ، فزيد بن أبي أنيسة يقول : أخي يحيى كذاب ، وأبو داود يقول : ولدي عبدالله كذاب ، وعلي بن المديني يقول : الوالد ضعيف ، فأهل الحديث ليست لديهم محاباة .

------------------
راجع كتاب غارة الأشرطة ( 1 / 415 - 416 )

تصنيف الفتاوى

تفريع التصنيف | ضم التصنيف