الذي يدعو إلى الانتخابات يعتبر ضالاً فاسقاً، لأنه بهذا يوطد أقدام الشيوعيين والبعثيين والناصريين والمستوردين الآخرين الذين سيأتون على أرضنا الطاهرة التي يقول النبي صلى الله عليه وسلم « الإيمان يمان والحكمة يمانية » مسكين مسكين الذي يقول: إنها مسألة اجتهادية، وأنتم يا أصحاب جمعية الحكمة لماذا تنكرون على الإخوان المسلمين الانتخابات، وأنتم واقعون فيها، فإما أن تتركوا الانتخابات وتنكرون عليهم وإلا فلتسكتوا: (يا أيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون * كبر مقتا عند الله أن تقولوا مالا تفعلون " [ الصف: 2، 3] ويقول ( أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون " [ البقرة: 44 ] وهكذا جمعية الإصلاح، وأنا عازم إن شاء الله على إخراج شريط في ذم المسألة .
وكيف نقول: إنها أمور اجتهادية، فإذا ارتد رجل يمني مسلم، فهل نقول إنه أمر اجتهادي، أم نقول: إن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: « من بدل دينه فاقتلوه » ، فهل في الديمقراطية أن الرجل المسلم إذا ارتد يقام عليه الحد؟ لا يقام عليه الحد، فكيف يقال: إنه أمر اجتهادي. فالحزبية تعمي وتصم، فمنهم من يقول: واجب، ومنهم من يقول: أمر اجتهادي، ورب العزة يقول في كتابه الكريم: " أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً لا يستوون " [ السجدة: 18 ] ويقول سبحانه وتعالى: " أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون " [ الجاثية: 21 ]، ويقول: سبحانه وتعالى : " أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار " [ ص: 28 ].
وهؤلاء بجانبهم الخمار والشيوعي والبعثي يدلي برأيه، فوالله لأن تنتخب حماراً يمثلك في مجلس النواب خير من أن تنتخب إشتراكياً، حتى ولو كان يصلي، فالاشتراكية كفر، وأما الأفراد فمن أخذ الاشتراكية مقتنعاً بها ويعرف معناها كافر، وأما إذا كان من أجل الرتب أو الفلوس أو أنه يكره ما الحكومة عليه من الفساد، وما هي عليه من الرشوة إلى غير ذلك، فهذا أضل من حمار أهله، لأنه سيهرب من ظُلم إلى أظلم، وأنتم يا أتباع عبد الله بن سبأ(يعني بهم الشيعة)، أنا آسف أن تقولوا: عندنا حزب الله، فهل توفرت فيكم صفات حزب الله؟ أم أنكم تتمسحون بأتربة الموتى، وتسبون صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتتعاونون مع الحزب الاشتراكي على القضاء على أهل السنة.
فلا يظن ظان أننا نتحامل على الإخوان المفلسين، وأننا نقر حزب البعث الذي سيده ميشيل عفلق، أو أننا نقر الحزب الناصري الذي سيده جمال عبد الناصر لا رحمه الله تعالى، أو أننا نقر الحزب الاشتراكي الذي سيده مزدك ثم بعده ماركس ولينين، إلى غير ذلك، والذي قال بعض أفراده وهو ” على عنتر “ لا رحمه الله تعالى وقد كانوا في العبر: لو عارض نظامنها هذا محمداً لبصقنا في وجهه، والحمد لله أخذه الله أخذ عزيز مقتدر، فنحن ننكر هذه الحزبيات من حيث هي وإنكارنا للحزب الاشتراكي أكبر لأنه معترض على حكمة الله عز وجل : " أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ " [ الزخرف: 32 ].
يا حبذا يا أيها المخزن لو ذهبت إلى عدن، وسألت إخواننا العدنيين وإخواننا الحضرميين والبيحانيين عما فعل بهم الحزب الاشتراكي خير من أن تفسد عليك دينك، فالحزبيون كلهم دعوتهم مبنية على التلبيس إلا أن الحزب الاشتراكي ما وُفق، فلوا وُفق ما سمى نفسه الحزب الاشتراكي، فقد كره العالم كله الاشتراكية، وعرفوا أنها فساد المجتمعات.
وإخواننا يكلفون أن نتكلم مرة أخرى وإلا فأنا متأكد لو رجع إلى أشرطتي وكتبي لخرجت نسخة كبيرة في التحذير من الانتخابات، لكنها تأتي رسائل من قبل إخواننا: نريد أن تبينوا لنا حكم الله في الانتخابات. وهكذا، ولنا رسالة بعنوان ” فتوى في الوحدة مع الاشتراكية “ فيها خير كثير، آيات قرآنية وأحاديث نبوية.
وأنا آسف أنني أتعب وأتكلم ثم يأتيني أخ ويقول: نريد أن تتكلم في الانتخابات، أو نريد منك أن تذكر لنا قضية الخليج إلى غير ذلك، فلا، والحمد لله الأشرطة منتشرة في الأسواق.