الحمد لله وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن والاه ، وأشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله .
البيعة أن يطلب الحاكم المسلم من المجتمع أن يطاوعه على أمره سواء أكان على السمع والطاعة كما في حديث جرير المتفق عليه ، أم كان على الموت كما جاء من حديث جابر أو سلمة بن لأكوع أن في أحدهما أو في حديث أحدهما البيعة على الموت ، وفي حديث الآخر البيعة على أن لا نفر ، و المعنى واحد وهذا أخذه النّبيّ - صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم- في غزوة الحديبية ، أم كانت البيعة على أن لا يسأل النّاس شيئا ، أم كانت البيعة على ترك الزنى والسرقة كما في حديث عبادة ابن الصامت المتفق عليه " على أن لا يشركوا بالله شيئا ولا يزنوا ولا يسرقوا ولا يأتوا ببهتان يفترونه بين أيديهم وأرجلهم ولا يعصونه في معروف ، وهذه تسمّى ببيعة النّساء .
قد تكلّمنا على شيء من هذا في آخر ( الإلحاد الخميني في أرض الحرمين ) أن البيعة تكون لإمام قرشي ، أو تكون لمن وثب عليها وهي خيرٌ وخيرٌ وخيرٌ من الإنتخابات التي هي طاغوتية .
ويبايع الإمام الرجال والنساء إن أحبّ على رغبته . ففي ( جامع الترمذي ) وغيره أنّ النّساء مددن أيديهنّ ليبايع رسول الله – صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم- فقال : " ما قولي لمائة امرأة إلّا كقولي لامرأة " ثمّ بايعهنّ ولم يصافحهنّ.
فهذه هي البيعة ، والفرق بينها وبين الإنتخابات كما بين السّماء والأرض ، البيعة : الحاكم يتصرّف فيها كما يريد ، وكما عرفت من تنوّعات البيعات التي يأخذها النّبيّ - صلّى الله عليه وسلّم- ، وأمّا الإنتخابات فالمنتخبون هم الذين يتصرّفون في الحاكم كما يريدون كما زعمت الديمقراطية المكذوبة.