هل طريقة اختيار عثمان رضي الله عنه تعتبر نموذجاً للديمقراطية الحديثة

الزيارات:
4172 زائراً .
تاريخ إضافته:
19 جمادى الآخرة 1433هـ
نص السؤال:
هل طريقة اختيار عثمان رضي الله عنه تعتبر نموذجاً للديمقراطية الحديثة ، وذلك أن عمر أمر أن يختار من الستة وذكر معهم ابنه عبدالله مرجحاً فلو أن أربعة في جهة وثلاثة في جهة فيترجح الأربعة فيكونوا الأغلبية ؟
نص الإجابة:
الستة الذين اختارهم عمر رضي الله عنه هم من أفاضل الصحابة ، ومن أهل الجنة كما ثبت عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يخبر بأن عثمان ، وعلي بن أبي طالب ، وسعد بن أبي وقاص ، والزبير ، وعبدالرحمن بن عوف ، وأبا بكر الصديق ، وعمر بن الخطاب ..الخ هم من أهل الجنة ، فهم لا يختارون إلا من هو أهدى .

وفرق كبير بين اختيار أهل الحل والعقد ، فهل هؤلاء من أهل الحل والعقد أم ليسوا من أهل الحل والعقد ؟ بل هم من أهل الحل والعقد بل من الرءوس ، بخلاف الديمقراطية التي تعتبر سراباً كما ألف بعض المعاصرين جزاه الله خيراً ( سراب الديمقراطية ) فهي تعتبر ألعوبة ، فأين الديمقراطية عند أن فاز إخواننا الجزائريون ؟ بل هي ديمقراطية كذب .

وفعل عمر ليس بحجة ، فإن قال قائل : إن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال : " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ " ، فالجواب هو ما قاله أبو محمد بن حزم رحمه الله تعالى في كتابه ( إحكام الأحكام ) : إما أن نأخذ بما عليه الخلفاء الراشدون كله فهذا لا سبيل إليه لأنهم قد اختلفوا ، وإما أن نأخذ بما نشتهي منه فهذا ضلال مبين لأن من سنتهم ما هو موافق لسنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، فما بقي إلا أن نأخذ من سنتهم ما كان موافقاً لسنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - .

وأما حديث : " اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر " فإنه من حديث حذيفة يرويه عنه ربعي بن حراش ، وربعي بن حراش لم يسمعه من حذيفة ، وأيضاً مولى ربعي مجهول .

فالحديث لا يثبت عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، وجاء من حديث ابن مسعود وهو في غاية من الضعف .
فإن قال قائل : فقد أجمع الصحابة على ذلك ، فالجواب : أن الإجماع ليس بحجة ، بل الحجة كتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلاً ما تذكرون " .

وأما قوله تعالى : " ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً " .
فمشاقة الله وحدها كافية في هذا الوعيد ، وإلا فرب العزة يقول في كتابه الكريم : " وما اختلفتم فيه من شيئ فحكمه إلى الله " ، ويقول : " فإن تنازعتم في شيئ فردوه إلى الله وإلى الرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر " .

وبعد أيام ستتنازل امريكا وغير امريكا عن الديمقراطية التي معناها الفوضى ، فربما يصوت الناس على إباحة اللواط وربما يصوتون على إباحة الزنا ، وربما يصوتون على إباحة الخمر إلى غير ذلك من المحرمات .

-------------------
راجع كتاب غارة الأشرطة ( 2 / 146 - 147 )

تصنيف الفتاوى

تفريع التصنيف | ضم التصنيف