لكل مقام مقال ؛ إن خشي من حدوث فتنة تركهم ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها ، وإن كان لا يخشى من حدوث فتنة بين ، وربَّ كلمة ينفع الله بها ؛ بل بحول الله بها أناس من الضلال إلى الهدى فينبغي كما قال النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ؛ وذلك أضعف الإيمان " .
الذي أنصح به أهل السنة أن يجدوا ويجتهدوا وأن يقبلوا على تحصيل العلم النافع ، فالحزبية قد ماتت ما تدعمها إلا أمريكا بمليارات الدولارات وإلا فهي ميتة ليس لها أثر بدليل أن بعض من يصوت من ضعاف الأنفس يقول : من أعطاني ألف ريال صوت له ، وبعضهم يقول : من أعطاني حق التخزينة صوت له ، وبعضهم يقول : من أعطاني حق اللحمة أشتري لأولادي اليوم صوت له ، ما هي إلا مهزلة يا إخواننا ، ماتت الحزبية وبقيت سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - .
نعم نعم من الذين مع الحزبيين من العلماء المبرزين ؟! ، معهم عبدالمجيد الزنداني صيدلي ، وهكذا أيضاً القرضاوي وغيره ما له أثر جزاكم الله خيراً ، فستموت الحزبية ، وستموت جمعية الحكمة ، وستموت جمعية الإحسان كما مات من هو أذكى منهم : أبو الهذيل المعتزلي الذي كان آية في الذكاء أين ذهب ؟! مات وماتت أفكاره ، إبراهيم النظام أيضاً لا رحمه الله مات وماتت أفكاره ، وهكذا واصل بن عطاء وعمرو بن عبيد الزاهد زاهد يا إخواننا لكن زاهد في الدنيا وزاهد في السنة ، مات عمرو بن عبيد وماتت أفكاره ، وبقيت سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، وصدق الله إذ يقول : " إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْر وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ "
فالحمد لله حفظ الله دينه ، وما هذه القلاقل والزلازل إلا لأجل أن الله يثيب على السنة في دحر تلكم الأباطيل ؛ فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية وغير شيخ الإسلام ابن تيمية : إن الرد على أهل البدع أفضل من الجلاد بالسيوف ، فهذه الحركات والزوبعات ليثاب أهل السنة ؛ وإلا ستموت كما مات من هو أكبر منها والله المستعان .