يقع في خطبة الجمعة من البدع : المداومة على قراءة قوله تعالى : " إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً " في الخطبة ، فلم يثبت هذا .
وأيضاً ذكر الخلفاء الراشدين في الخطبة ، فالنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - لم يكن يذكر في خطبه نوحاً وإبراهيم وإسماعيل إلى آخره .
وهكذا ختم الخطبة بقوله تعالى : " إن الله يأمر بالعدل والإحسان ... " إالـخ الآية .
فلم يثبت أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فعل ذلك ، ولم يفعله إلا عمر بن عبدالعزيز لمناسبة ظاهرة ، وهي أن الأمويين كانوا يختمون خطبهم بسب أهل بيت النبوة ، وكانوا ينتظرون من عمر بن عبدالعزيز أن يفعل ذلك فقال : أيها الناس : " إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون " .
فقد وضع الآية في موضع مناسب غاية المناسبة ، فإن الله يأمر بالعدل ، وليس من العدل أن يسب أهل بيت النبوة ، والإحسان ، وليس من الإحسان أن يسب أهل بيت النبوة ، وإيتاء ذي القربى ويشمل قربى رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، وينهى عن الفحشاء ، وإنه لفحش عظيم أن يسب أهل بيت النبوة .
وأعني بأهل بيت النبوة الصالحين ، لا القبوريين ولا المنجمين ولا المشعوذين ، ولا الذي يحاربون سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، فإن هؤلاء ليسوا من أهل بيت النبوة المكرمين الذين يدخلون في الدعاء ، وفي الصلاة على النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، لأن الله قال لنوح عند أن قال : " رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين * قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عملٌ غير صالح فلا تسألن ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين " ، فنعني بأهل بيت النبوة الصالحين منهم لا الذين يسبون صحابة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ولا الذين يشيدون بالمذهب المعتزلي ، وينفون صفات الله التي أثبتها لنفسه .