أهل السنة لا ينكرون زيارة القبور ؛ بل كتبهم مثل < صحيح مسلم > ، و < صحيح البخاري > و < سنن أبي داود > كتبهم تحث على ذلك ، فالرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول كما في حديث بريدة : " كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها " .
فالزيارة هي سنة ، لكن الدعاء دعاء صاحب القبر يعتبر شركاً ، وهكذا أيضاً الاستغاثة به هذا الذي ينكره أهل السنة ، وهذه هي الزيارة الشركية .
أما الزيارة السنية : أن تذهب وتزور القبر ، وتدعو لصاحبه بالرحمة والمغفرة ، هذه هي السنة حتى ولو كان المقبور غير مسلم ، فقد استأذن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ربه بأن يزور قبر أمه ، فأذن له بالزيارة ، ولم يأذن له بالدعاء .
فهذا يعتبر تلبيساً والاستدال بالآية : " وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا " الآية في سياق المنافقين " وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا " إلى أن ذكر هذه الآية وبعدها " فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا " ، فهذه الآية معناه أنه يجب على المسلمين أن يتحاكموا إلى الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - في حياته ، وإلى سنته بعد وفاته ، ليس معناه أن تذهب إلى النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وتستغفر فهو كما يقول النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - عن نفسه أنه يقال له عند أن يُقال : يارب أمتي ، يا رب أمتي ، يا رب أمتي عند أن أخذ ببعضهم ذات الشمال فيقول : " إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، إنهم ما زالوا مرتدين على أدبارهم منذ فارقتهم " ، وما أكثر القضايا التي حدثت ، والخلافات التي حدثت بين الصحابة فما كان الصحابة يقولون بعد موت النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : نذهب ونتحاكم أو نتوب على يدي النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، فالتوبة مطلقة " وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى " .