الواضعون لها ليسوا ممن يهتمون بأمور الدين ، وضعها حكام المسلمين لمقاصد منها : ليحببوا أنفسهم لدى الطلبة ، ولدى المجتمع ، ومنها : ليجاروا المجتمع ، فإن الدولة إذا كانت لا تهتم بالثقافة فالمجتمع ينتقدها، وربما كان هناك مقاصد أخرى : ليميعوا الشباب ، ويضيعوهم عن هذا الدين ، أو يدعوهم إلى حزبيات وإلى غير ذلكم ، والنتائج تشهد .
على أن المدارس تختلف ، كما تقدم بالبارحة ، فرب بلد تكون المناهج فيها قريبة من الحق ، إلا أنها تكاد أن تجمع على عدم اختيار المدرس الصالح ، والاهتمام بالمدرس الصالح، وربَّ مدرس يكون نصرانيا، أو مدربا للعساكر يكون أيضا نصرانيا أو شيوعيا إلى غير ذلكم.
فالقصد أنهم ما أتوا بها ليخدموا الاسلام ، كل المدارس لم يؤت بها ليخدموا الاسلام ، نادر، أقصد المدارس التي تتعلق بالحكومات ، وإلا فهناك مدارس تحفيظ قرآن ، ومعاهد لدراسة الكتاب والسنة ، وربما أيضا لمعرفة ما يحتاج إليه طالب العلم من وسائل الكتاب والسنة فهذه فيها خير كثير .
أكبر برهان على أنه ما أريد بهذه المدارس وجه الله ، أنهم ما يضعون وزير التربية والتعليم ،أو وزير المعارف أو كذا- بحسب كل بلد - ما يضعون عالما يجب أن يكون أعلم أهل عصره من أجل أن يمشي المدارس على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
فالقصد يا إخواننا أن دين الله في واد والمجتمعات في واد ، ولسنا نكفر المجتمعات المسلمة ، ولكننا نقول إنا بين مغلوب على أمره وبين جاهل لا يدري أين يسار به ؟ وبين متعمد لاضلال الناس . والله المستعان.
---------------
من شريط : " تحذير الدارس من فتنة المدارس )