بل كانوا ينهون ، فجعفر الصادق ، وقبل أن أذكر جعفر الصادق ، أذكر علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه .
علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول كما في ( فضائل الصحابة ) للإمام أحمد : يهلك في إثنان : محبٌ غالٍ ، ومبغض قال ، معنى محب غال : أنه يتجاوز الحد في حب آل بيت النبوة كما قال الله سبحانه وتعالى في النهي عن الغلو : " يا أهل الكتاب لا تغلو في دينكم " ، ومعنى مبغض قال : أي شديد الغيظ لعلي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه ، وهو الذي عند أن رأى عبدالله بن سبأ وجماعة قالوا له : أنت الله ، فهو الذي أمر غلامه أن يؤجج النيران ويرمى بالأخاديد ، فقال لهم : ترجعون أو لا ترجعون ؟ فأبوا أن يرجعوا وقال :
لما رأيت الأمر أمراً منكرا *************أججت ناري ودعوت قمبراً
فعلي بن أبي طالب رحمه الله تعالى ورضي الله عنه هو ينهى من يرد أن يغلو فيه ، وهكذا أيضاً الحسن والحسين وعلي بن الحسن ينهاهم غاية النهي ، وجعفر الصادق ، جعفر الصادق أيضاً يتبرأ منهم ، ومحمد بن علي يتبرأ منهم أيضاً ، وقد كتبت هذا كله في ( إرشاد ذوي الفطن لإبعاد غلاة الروافض من اليمن ) ، كتبت هذا الحمد لله بأسانيده والحكم عليه .
فهم يتبرؤون ممن غلا فيهم ، وما كانوا إلا أصحاب سنة ، من أجل هذا أحبهم الناس ، لا يزال الناس يحبونهم إلى زمننا هذا ، يحبون محمد بن علي بن الحسين ، علي بن الحسين متفق على جلالته ، لماذا متفق على جلالته ، لأنه ابتعد عن السياسة وعن الصراع السياسي ، وأقبل على عبادة الله عز وجل ، وهكذا أيضاً جعفر الصادق وهو ولده ، وغير واحد من أهل بيت النبوة والله المستعان .