أما معنى لا أصل له : أي لم يوجد له سند ، وأما موضوع فيحكم حافظ من الحفاظ عليه بالوضع ، وقد رأيت مثل الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى أنه يقول في بعض الأحاديث : ضعيفٌ جداً ، وإذا رجعت إلى السند وجدت فيه كذاباً ، من الأمثلة : ما في < بلوغ المرام > عن علي قال : انكسرت إحدى زندي فأمرني رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أن أمسح على العصابة ، قال الحافظ : ضعيفٌ جداً ، وقال الصنعاني رحمه الله تعالى : لأن في سنده عمرو بن خالد الواسطي وقد كذبه يحيى بن معين وأحمد بن حنبل ، وأيضاً زيادة على ما قال الصنعاني قال وكيع : كان بجوارنا يبيع صحف الصيادلة فلما فطن له تحول إلى واسط .
هذا وهو ما سمعتم أن الحفاظ الكبار يجزمون أن هذا الحديث موضوع مثل : الإمام البخاري ، والإمام أحمد ، ومثل الدارقطني ، وأبي حاتم ، وأبي زرعة وهكذا إلى أن وصلت النوبة إلى الحافظ ابن حجر .
ولسنا ممن يقول : إنه قد انقطع التصحيح والتضعيف فالنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك " ، فأنا في بحوثي إن سبقني حافظٌ من الحفاظ إلى الحكم على الحديث بالوضع عزوت الكلام إليه ، وإن لم يسبقي اكتفيت بما يقارب عبارة الحافظ : ضعيف جداً .