الذي يظهر هو وجوبها : " يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله " ، وملازمة النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - للخطبة دليل على وجوبها ، فما صلى يوماً من الأيام صلاة بدون خطبة .
أما من صلى في بيته أو في مسجد لا تقام فيه جمعة ، أو النساء اللآتي لا يشهدن الجمعة ، فيصلين ظهراً أربع ركعات ، فهذا هو الوارد عن السلف ، ولم ينقل أنهم صلوا في مسجد لم يحضروا فيه خطبة أو في البيت صلوا ركعتين .
جاء من حديث عمر : صلاة السفر ركعتان ، وصلاة الجمعة ركعتان تمام غير قصر على لسان نبينا محمد - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - لكن هذا الحديث معل من طريق عبدالرحمن بن أبي ليلى عن عمر ، وعبدالرحمن بن أبي ليلى لم يسمع من عمر .
وجاء من طريق عبدالرحمن عن كعب بن عجرة عن عمر ، ولكن هذه الطريقة التي فيها كعب بن عجرة معلة كما ذكرها الدارقطني في كتابه العلل .
فصلاة الجمعة مع المسلمين ، ومن أدرك ركعة فقد أدرك الصلاة حتى ولو لم يسمع شيئاً من الخطبة ، أما الذي يصلي في بيته أو يصلي في مسجد آخر منفرداً أو يصلي اثنان أو ثلاثة منفردين أو يصلون ظهراً فإنهم يصلون أربعاً .
وقد اختلف العلماء في شرط العدد في الجمعة ولم يثبت شرط للعدد ، ولم يثبت أيضاً كما يقول الصنعاني والشوكاني أن واحداً بمفرده صلى جمعة ، إذن فالجمعة يجري فيها ما جرى في الجماعة .
فالنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول لمالك بن الحويرث : إذا حضرت الصلاة فليؤذن أحدكما وليؤمكما أكبركما .