لا يجوز الانتماء إلى حزب من الأحزاب ، لا الإصلاح ، ولا حزب الحق ، ولا حزب الأهرار ، فكلها تلبيسات ، وأنصح كل أخٍ بالابتعاد عن هذه الحزبيات التي ستموت ، لو علم المسئول أنها ستزاحمه على السلطة فيستطيع إلغاءها في أسرع وقت ، وتبقى سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وكتاب الله .
والله عز وجل يقول في كتابه الكريم : " إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيئ " .
ثم يعدون إعداداً مقدماً فربما يفكر أحدهم في هذه التسمية يوماً أو يومين أو ثلاثاً حتى تكون التسمية جذابة ، بل المعتبر بالمسمى لا بالتسمية : " إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت " فأنت تصلح ولا تفرق كلمة المسلمين : " ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً " تكون إن شاء الله ممن اوتي الحكمة ولا تفرق كلمة المسلمين .
وحزب الإصلاح من أهدافه الرئيسية : الإشادة بالوحدة مع الشيوعيين وهي فساد كبير لا يقرها الإسلام : " لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن بفعل ذلك فليس من الله في شيئ " .
وبعد هذا المحافظة على أهداف الثورة ، وقد أخبرت خبراً مؤكداً أن بعضهم كان يغني بعد الثورة ويقول : لا يحكم الشعب اليوم من صلى .
والاعتراف بقرارات الأمم المتحدة ، ورب العزة يقول في كتابه الكريم : " ومن لم يحكم بماأنزل الله فأولئك هم الكافرون " ، ويقول سبحانه وتعالى : " أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون " .
واحرام الرأي والرأي الآخر ، وبحمد الله فأهل السنة يقولون : الرأي الاشتراكي والرأي البعثي والرأي الناصري تحت الأقدام ، لأن الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول في حجة الوداع : " كل أمر الجاهلية موضوع تحت قدمي " ، فلا نحترم الرأي الاشتراكي ولا نحترم الرأي البعثي ولا نحترم الرأي الناصري ، بل نحترم الرأي المسلم الذي يقول : قال الله ، قال رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - " المسلم أخو المسلم " ، " إن دمائكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا "
.
وقد أتونا إلى هنا ووعدونا بتغيير ما فيه مما يخالف الكتاب والسنة ، وانتظرنا التغيير فإذا هم يفاجئونا بميثاق الشرف مع عشرة أحزاب ألا يتكلم بعضهم على بعض ، وألا يكفر بعضهم بعضاً ، فإذا التنسيق مع البعثيين والناصريين ، فما بقي من الكفر شيئ إلا آزراوه ، ولو يقول الشيوعيون : نحن سنبقى لكم المعاهد فإنهم مستعدون أن ينسقوا معهم .
وحزب الإصلاح نجح في اليمن واستطاع أن يقلب الحقائق ، وأن يجعل الحرام واجباً ، فالانتخابات محرمة ، وكذلك التصويتات ، وولاء أعداء الإسلام محرم ، والترحيب بالديمقراطية محرم ، وخطيبهم يقول : نشكر لرئيسنا الديمقراطي ، ونحن نرحب بالديمقراطية ، أنت ترحب بها يا مسكين ، أما نحن فنسأل الله أن يطهر بلدنا التي يقول فيها النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " الإيمان يمان ، والحكمة يمانية " ، ويقول فيها : " اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا " قالوا : وفي نجدنا يا رسول الله ؟ قال : " منه الزلازل والفتن ومنه يطلع قرن الشيطان " .
الأستاذ محمد عجلان يناقش في شأن الدستور على بساط الديمقراطية ، وهناك خبيث من الخبثاء في الجزائر يقال له نحناح يقول : نحن نسميها الشورقراطية ( الشور ) من الإسلام ، و( قراطية ) مستوردة ، فنجمع بينهما مثل ما يجوز للمسلم أن يتزوج بالكتابية .
فالناس ليسوا مستعدين لتحكيم الكتاب والسنة ، فأقبلوا على العلم ودعوهم وشأنهم :
سوف ترى إذا انجلى الغبار ********** أفرس تحت أم حمار
إذا استغنى عنكم المسئول سوف ترون ما هي القضية ، والله عز وجل يقول في كتابه الكرم : " وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون " ، ويقول الله سبحانه وتعالى : " واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا " ، نحن إذا سئلنا في قبورنا : من ربك وما دينك ومن نبيك ؟ يقول : أنا من الإخوان المفلسين حزب عالمي لا يستطيع الفرد أن يتصرف فيه فاعذروني ، ربما يقولون هذا ، لا ما تعذر / وربما يقول : أنا من الإصلاح الذي استطعت أن ألبس على الناس ، وأن أجعل الحرام واجباً .
فالمرأة حرام عليها أن تكشف وجهها ، وأن تخالط الرجال إلا لحاجة ضرورية ، وأن تزاحم في الانتخابات ، وانظروا إلى الإخوان المفلسين هؤلاء فما شعرت بهم ذات مرة إلا في دماج فقلت لهم : ايش تريدون يا إخوان ؟ قالوا : والله الرئيس يريد أن يرشح النساء في مجلس الشورى ، فقلت لهم : أما أنا فلا أريد أن أدخل على رئيس ولا غيره فاتركوني ، قالوا : ما نتركك فلا بد أن تذهب أنت ومجموعة من العلماء إليه وتقولون له : اتق الله ولا ترشح النساء ، ثم شددنا رحلنا من ههنا وكانت رحلة فيها غمة حتى أنني كنت أكلم الأخ علي الحداد لأنه كان الذي يقود السيارة : كم الفرق بين خروجنا للدعوة وبين رحلتنا من أجل هذا الأمر ، وكان عندهم قدرة فجمعوا من هو شيعي ومن هو من الإخوان المفلسين ، ومن هو من أهل السنة ، وندخل على الرئيس ، وقد وافق والحمد لله على هذا .
فما بالهم الآن تغيروا ، وليس لها إلا قدر ثلاث سنوات أو أربع ، والآن يصدرون الفتوى أن لا بأس للمرأة أن تخرج للإنتخابات ، ويلبسون على الشيخ الألباني وعلى الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين فنقول لهم : أفتيتم بباطل فتوبوا إلى الله سبحانه وتعالى ، لأنكم لا تدرون ما اليمن عليه ، إنها الديمقراطية في مجلس النواب ، وهي التي تتصرف في الشعب .
-------------------
راجع كتاب غارة الأشرطة ( 2 / 112 إلى 114 )