هناك من يقول من أهل العلم من أهل السنة إن المصافحة والتهنئة يوم العيد تعتبر من أمور العادات ومنهم من يقول أن المصافحة مع التهنئة تعتبر من البدع فما هو الراجح ، علماً بأن الإمام أحمد رحمه الله تعالى يقول : لا أبتدأ أحداً فإن بدأ غيره هنئه ؟
أمرٌ طيب ، الذي يظهر لي أنها من العادات ، والعادات طغت على العبادات فينبغي على أهل السنة أن يحرصوا على محو هذه العادة ، وعلى تعليم الناس سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، فإنني أحمد الله سبحانه وتعالى فأقرباءنا هؤلاء كنا نلتقي ونخرج ويصافح بعضنا بعضاً ويقبل بعضنا بعضا فبعد ذلك قلنا ما ثبت وجزاهم الله خيراً تركوا ونخرج بالتكبير والحمد لله .
وبعد ذلكم العادات ينبغي في مثل هذه أن تزحزح ، ومثل أيضاً العادات في التعازي التي لم يرد بها دليل كذلك ، وهكذا أي عادة العادات التي طغت على السنن فينبغي أن تٌزحزح قليلاً قليلاً في حدود ما يُستطاع .
وكلام الإمام أحمد ما أحسنه وما أعدله :أنا ما أبتدء أحداً فإن ابتدءني أحد رددت عليه ، فيبين للناس أن هذا لم يثبت عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، فإن كانت عادة من العادات فأنصحكم بتركها ، وإن كنتم تعتقدون أنها سنة فننصح ألا تعتقدوا هذه العقيدة فإنها تكون بدعة .
السائل : هناك كلام لشيخ الإسلام ابن تيمية معناه أنه يقول : إن وافقت العادات التي ليس فيها مخالفة للشرع تعتبر مستحبة ، فما صحة هذا الكلام ؟
الشيخ : المسالة إذا طغت على السنن وزحزحت السنن ، وأما مثلاً عادات جارية لا تخالف الشرع لا بأس ، وقد عمل بالعرف في كثير من الأشياء " وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ " ، " خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف " ، الكلام على العادات التي تزحزح السنن ، تشغل عن التكبير صف يصطفون من ههنا والله بعد الأيام ما أنتهي منه إلا ورأسي يدوخ ، فمثل هذا صحيح أنها عادات زحزحت سنن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وطغت عليها .
-------------
من شريط : ( الأجوبة الحسان على أسئلة أهل بعدان )