أما الوصية بالخلافة فليس هناك دليل لهذا ولا لهذا لكن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال كما في حديث حبشي بن جنادة : " علي مني وأنا منه ، ويقضي ديني " ، وقال كما في الصحيحين من حديث عائشة : " ادعي لي أباك وأخاك أكتب لهما كتاباً فإني أخاف أن يتمنَ متمن ويأبى الله والمؤمنون " زاد مسلم : " إلا أبا بكر " ففيه إشارات إلى خلافة أبي بكر رضي الله عنه ، وامرأة أتت إلى النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فوعدها بشيئ فقالت : غذا لم أجدك فمن آتي ؟ ، قال لها : " فأتي أبا بكر " ، فيه إشارات فقط ، فرق بين النص والإشارة إشارات إلى خلافة أبي بكر ، وكذلك الصلاة ، الصحابة قالوا : رضيه لديننا فنحن نرضاه لدنيانا .
وعلي بن ابي طالب رضي الله عنه بايع أبا بكر مع الناس ثم جدد البيعة بعد ستة أشهر بعد ما ماتت فاطمة كما ذكر هذا الحافظ ابن كثير في < البداية والنهاية > ، وإلا فبعض الناس يقولون : إن علياً ما بايع إلا بعد ستة أشهر ، نعم الحديث في الصحيح لكنها البيعة الثانية ، ولا بأس بأخذ البيعات فقد قال النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - في غزوة الحديبية - يعني بتكررها - قال في غزوة الحديبية : " يا سلمة بايع " ، قال : قد بايعت يا رسول الله - وكان قد بايعه - ، قال : " بايع " أي مرة ثانية ، ثم مكث قليلاً قال : " يا سلمة تبايعني " ، قال : بايعت يا رسول الله مرتين ، قال : " أيضاً " ، وبايعه الثالثة ، فعليٌ جدد البيعة .
فالمهم أن الناس يخلقون اختلافات بين علي بن أبي طالب وبين أبي بكر وعمر ، وعلي بن أبي طالب كما في < صحيح البخاري > من حديث محمد بن الحنفية عن أبيه يقول : " أفضل الناس بعد رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أبو بكر ، ثم عمر " من طرقٌ شتى عن علي حتى أن منهم من رواه وهو من شيعة علي رضي الله عنه مثل : عبدخير الخيواني ، وسلمة بن كهيل وجماعة من الذين هم من أصحاب علي أو من أصحاب أصحاب علي فرروا هذا الحديث عن علي بن أبي طالب : " أن أفضل الناس بعد رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أبو بكر ثم عمر " قال : فقلت - أي محمد بن الحنفية - : ثم أنت ، قال : خشيت أن يقول آخر ثم أنت ؟ ، قال : ما أنا إلا رجلٌ من المسلمين .
وعلي بن أبي طالب قد آتاه الله سبحانه وتعالى فهماً في كتاب الله ، وآتاه الله سبحانه وتعالى شجاعة وإقداماً لا يحسد على ما آتاه الله من الخير لكنه كان يعرف قدر الشيخين وفضائل الشيخين والله المستعان .