هذا أمرٌ يوجبه الدين ؛ لأن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - لأبي موسى ومعاذ عند أن أرسلهما إلى اليمن : " بشرا ولا تنفرا ، ويسرا ولا تعسرا ، وتطاوعا ولا تختلفا " .
لكن ليس معناه أنك تحلق لحيتك وتتشبه بأعداء الإسلام وتقول بعد أيام إذا هداهم الله سأعفوا لحيتي ، وليس معناه أيضاً أنك تجاري الناس على المحرمات ، وعلى الشركيات ، ليس معناه هذا ، ولكن معناه أنك تدعو بحدود ما تستطيع بالرفق واللين ، وتبدأ بالأهم فالأهم ؛ فالنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول لمعاذ بن جبل : " إنك ستأتي قوماً من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، فإن هم أجابوك لذلك ، فأخبرهم أن الله افترض عليهم في اليوم والليلة خمس صلوات ، فإن هم أجابوك لذلك فأخبرهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم " وذكر الحديث .