رجل حج ولم يهدي وذلك أنه عزم على الحج من بلده ولم يكن له المال الكافي حيث أنه كان يريد أن يأخذ ما يكفيه من المال من أحد أقرباءه في جده فوصل إلى المطار فأُخذ إلى الأراضي المقدسة ثم جاء أيام الحج وليس عنده ما يشتري به الهدي ولم يصم لأنه عازج عن الصوم لأسباب مرضية وإذا صام يخشى أن يهلك ؟
الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على ننينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
أما بعد :
فينبغي أن يبعث بهدي إذا كان غير قادر على الصوم فليبعث بهدي إلى أرض الحرمين ، وينبغي أن يكون في وقت الحج ، ولو كان في غير وقت الحج فلا بأس ، والمهم أن يكون في أرض الحرمين ، لكن كونه في وقت الحج أقرب .
ثم بعد هذا ، هل أهل بحج ؟ أم أهل بحج وعمره ؟ أم أهل بعمرة ؟ فإن كان أهل بعمرة فعليه أن يبعث بالهدي ، وإن كان أهل بحج فيعتبر آثماً حيث لم يتحلل بعد الطواف والسعي ، وليس عليه هدي ، وهكذا إذا أهل بحج وعمرة ، فالنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - كان قارناً وساق معه الهدي .
فإذا أهل بحج فليس عليه هدي ، وإن أهل بعمرة : " فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم " ، وإن أهل قارناً فكان الواجب في الحج والعمرة إذا أهل بهما أو بأحدهما ولم يسق الهدي أن يتحلل ويجعله عمره كما أمر النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أصحابه كما في حديث عائشة وأبي موسى وحفصة وجماعة من الصحابة رضوان الله عليهم .
فيجب أن يبعث بهدي إذا كان متمتعاً ، ووصل إلى مكة وطاف وسعى ثم تحلل ، أما إذا كان قارناً فالقارن يسوق الهدي ، فعليه أن يبعث هدياً .
وإذا كان مفرداً فهو آثم لأنه واجب عليه أن يتحلل لكن ليس عليه هدي .