قال - عليه الصلاة والسلام - : " الدنيا ملعونة ، ملعون ما فيها .. " الحديث ، والله تعالى يقول : " وإن من شيء إلا يسبح بحمده " . كيف الجمع بين الحديث والآية ؟
الزيارات:
3225 زائراً .
تاريخ إضافته:
22 شوال 1433هـ
نص السؤال:
قال - عليه الصلاة والسلام - : " الدنيا ملعونة ، ملعون ما فيها .. " الحديث ، والله تعالى يقول : " وإن من شيء إلا يسبح بحمده " . كيف الجمع بين الحديث والآية ؟
هو لا يمنع أن الدنيا التي ما أريد بها وجه الله ؛ لأن تمام الحديث : " الدنيا ملعونة ، ملعون ما فيها إلا ذكر الله ، وما والاه ، وعالماً أو متعلماً " . فلا يمنع أن يكون هناك من يسبح الله سبحانه وتعالى من المخلوقات وهو ملعون .
فقوله : " وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا يفقهون تسبيحهم " [الإسراء : 44].
يدخل فيه حتى الكفار ، وإن كانوا مخصصين بأدلة أخرى ، لكن هم خاضعون لله سبحانه وتعالى وتحت قدرته ، لا يستطيعون أن يدافعوا الإرادة الإلهية ، فهم يجوعون وهم أيضاً يأتيهم النوم بغتة ، فلا يستطيعون أن يردوا النوم .
وهكذا كثيراً من الطبائع البشرية إنما وهي بإرادة الله وقدرته ، لا يستطيعون أن يردوها.
بل الله عز وجل يقول في قوم فرعون : " وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلواً فانظر كيف كان عاقبة المفسدين " [النمل:14] ، فهم معترفون في قرار أنفسهم بوحدانية الله وبقدرته سبحانه وتعالى .
فعلمنا من هذا أن المقصود من "الدنيا" هو ما لا يراد به الله سبحانه وتعالى ، أو ما أريد به غير الله ، والله المستعان.