إذا لم تحدث فتنة أن يقتتن المستمعون بالشباب الذين ينشدون ، أو يفتتن النساء بالشباب الذين ينشدون ، أو يفتتن الرجال بالنسوة ، فقد جاءتنا أسئلة من بعض المعاهد أن النسوة والبنات في المعهد يطلب منهن أن يلقين نصيحة في الميكرفون على الشارع ويلقين أناشيد .
فالإخوان المسلمون ممهدون للباطل ، أنا آسف أن يأتي سني ويقول : يا شيخ ارفق بالإخوان المسلمين فإنهم مواجهون للبعثية والناصرية والشيوعية ، فأنا آسف أن تبقى سنياً مفغلاً ، فالإخوان المفلسون هم باب الشر ، فهل تدري يا مسكين ماذا فعلوا في ( كنر ) ؟ ، فقد كنت أقول وأنا أتكلم فيهم وهم يتكلمون في ويقولون : نخشى من انفجارها بينكم وبينهم ؟ أقول : لا في رءوسنا العافية ، فهم لا يستبيحون دماءنا ولا نستبيح دماءهم ، أما بعد أن فعلوا فعلة ( كنر ) عرفت أنهم لا يخافون الله ، ولا يتقون الله سبحانه وتعالى .
والأناشيد من حيث هي إذا لم تحدث فتنة فهي تجوز ، والنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - كان يسمع الصحابة يقولون :
الله لولا الله ما اهتدينا ********** ولا تصدقنا ولا صلينا
فأنزلن سكينة علينا ********** وثبت الأقدام إن لقينا
إن الأولى قد بغوا علينا ********** إن أرادوا فتنة أبينا
فالنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول بعدهم : " أبينا أبينا " ، ويقول النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " إن من الشعر لحكمة " .
ويقول أبو هريرة : كان حسان ينشد في مسجد الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فمر به عمر فعرف من وجهه أنه منكر عليه ، فقال حسان : قد كنت أنشد فيه وفيه من هو خير منك - يعني رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فشهد أبو هريرة لحسان أنه كان ينشد ، وأن الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال : " اهجهم وروح القدس معك " ، وقال : " لكلامك عليهم أشد من وقع النبل " .
فإذا كانت أشعار حماسية لا بأس بها بتلك الشروط المتقدمة والله المستعان .