المواد تتفاوت ، الدروس الدينية مثل حديث رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، فالنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " المتشبع بما لم بعط كلابس ثوبي زور " ، والله سبحانه وتعالى يقول في آخر سورة آل عمران : " ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا " ، فالمواد الدينية لا يجوز أن يغش فيها .
أما في مثل اللغة الانجليزية ، ومثل الجبر والهندسنة والرياضيات فإن استطعت أن تغش فعلت ، فعند أن كان الاختبار عندنا في الانجليزي قالوا : تكتبون من واحد إلى عشرة فأخرجت الساعة على الطاولة كأنني أنظر الوقت وأنا أنقل الأرقام من الساعة حتى انتهيت إلى العشرة .
وهذا الأمر ابتلاء ابتلي به المسلمون ، فالمسلمون مسيرون غير مخيرين ، وإلا فلا يجوز أن يلزم طالب العلم بدراسة الانجليزي وهو لا يحب الإنجليزي ، ولا يلزم طالب العلم بدراسة المنطق وهو لا يحب المنطق ، بل يترك ليدرس الذي يستطيع له ، وباب التخصص مشروع ، ذكر هذا الحافظ ابن حجر رحمه الله في الكلام على حديث حذيفة : كان الناس يسألون رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني ، قال الحافظ " فيه التخصص في العلوم ، ولكن الأمر أن المدرس نفسه ربما يكون تارك صلاة ، أو ربما يكون بعثياً أو ناصرياً ، وإذا قلنا بعثي وهو يعتقد العقيدة البعثية فهو كافر ويعرفها ويعتقدها ، وهكذا الناصري يعتقد عقيدة جمال عبدالناصر لا رحمه الله فهو كافر .
فلا بد من سؤال أهل العلم عن هذه المشاكل ، لكن لا تسأل المخزن الذي يخزن في يومه بخمسمائة ريال ، وبعض الفقراء لا يجد ثوباً ، ولا يجد ما يسد جوعه فأين الشفقة؟ بل تسأل أهل السنة ، وأنا لا أثق في هذه الأيام في أحد إلا بأهل السنة .
أما الفتوى التي صدرت عن الشيخ ابن عثيمين والشيخ ابن باز فالظاهر صحتها ، وقد تكلمنا عليها في شريط آخر ، وأخطأ في ذلك ، والشيخ الألباني كذلك أخطأ في ترخيص الانتخابات للجزائر ، أنا آسف جداً ، فهل قال الله : الانتخابات حرام إلا للجزائريين واليمنيين ؟!! .
فهم أخطئوا ، ولكن خطؤهم يغمر فيما لهم من الفضائل ، وليس خطؤهم كخطأ الإخوان المفلسين أو أصحاب التجمع ، بل يغمر في فضائلهم ، لأن فضائلهم أكثر والله المستعان .