المحراب يعتبر بدعة ، والسّيوطي ناهيك به تساهلا وقد ألّف رسالة في بدعيّة المحراب ، وذكرها كلّها السبكي في ( العذب المورود في شرح سنن ابي داوود ) .
فالمحراب يعتبر بدعة ، ومسألة المصالح المرسلة ما مصالح مرسلة " اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ " [ الأعراف:3] أي مصلحة في مخالفة السّنّة ؟ " فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " [النور:63] ، الصّحابة رضوان الله عليهم ما كانوا يتحيّلون على إبطال شرع الله بهذه القواعد ، بل كانوا بمجرّد الإشارة من النّبيّ - صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم - يفعلون ، فصلّى في نعليه وخلع نعليه وخلعوا نعالهم ، خطب وعنده خاتم من الذّهب قبل أن يحرّم الذّهب فخلعه فخلعوا خواتيمهم ، وهكذا أيضا إذا عملَ شيئا ما قالوا المصالح ، رأى رجل في أصبعه خاتم ذهب فأخذه النّبيّ - صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم- فنزعه ورمى به ، وقال : " يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يده " ثمّ ذهب النبيّ - صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم- فقيل للرّجل : خذ خاتمك فانتفع به ، قال : ما كنت لآخذه وقد رمى به رسول الله – صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم-. فكانوا يستسلمون " فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا " [النّساء:65].