قد نصحنا الإخوة إن كانوا يستطيعون أن يرتحلوا إلى بعض الشعاب ويقيموا فيها ليحافظوا على أهليهم وأولادهم فإن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: «كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه».
والهجرة إلى بلاد المسلمين متعبة جدا، فربما تصل إلى بلدة ويعتبرونك جاسوسا، ويردونك من حيث أتيت، والفساد أيضا موجود في جميع بلاد المسلمين، بين مستقل ومستكثر.
فأقول: إن الذي يستقيم له دينه سواء في أمريكا أو في غيرها، وهو لا يستطيع ولا يتمكن من الهجرة، فلا شيء عليه إن شاء الله، ولو ظن أنه يستطيع أن يتمكن من الهجرة فأنا أنصحه أن يترك أولاده وأهله، حتى يذهب وينظر البلد هل هي صالحة لمكثه، وهل يستطيع أن يقيم بها أم سيطالبونه بالإقامات وبأشياء لا يستطيعها، فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها، ولا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها.
والهجرة باقية إلى يوم القيامة: ﴿إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا * إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا﴾.
------------
راجع كتاب : ( تحفة المجيب ص 134 )