يعتبر ضالاً مبتدعاً ويعتبر آله هدم لديننا ، فقد قال بعض السلف في الطاعنين في الصحابة : إن الصحابة شهودنا ، فأولئك يريدون إبطال شهودنا ، والكتاب والسنة أتيا عن الله بلغهما النبي - صلى الله عليه وعلى وعلى آله وسلم - ثم الصحابة بلغوها عن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فالذي يطعن في الصحابة هو يطعن في ديننا ، ويشكك في ديننا ، ورب العزة يقول في كتابه الكريم في فضائل الصحابة وبيان أنهم كلهم عدول : « لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى » [ الحديد : 10 ] ، ويقول : « يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ » [ التحريم : 8 ] ، ويقول أيضاً : « مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ » [ الفتح : 29 ] ، وفي « الصحيحين » من حديث ابن مسعود وعمران بن حصين والمعنى متقارب : أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال : « خير الناس قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ، ثم يأتي قوم يشهدون ولا يستشهدون ، ويخونون ولا يؤتمنون ، وينذرون ولا يوفون ، يظهر فيهم السمن » ، ويقول أيضاً كما في « الصحيحين » من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : « لا تسبوا أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه » ، والنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول في شأن أهل بدر : « وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم » ، ويقول أيضاً : « لا يدخل النار أحد ممن شهد بدراً والحديبية » ، وفي « صحيح مسلم » أن عائشة بلغها أن أناساً يسبون أبا بكر وعمر فقالت : إنه قد انقطع عملهم بموتهم والله سبحانه وتعالى يريد ألا ينقطع ثوابهم .
والعلماء رحمهم الله ألفوا المؤلفات في فضل الصحابة منهم الإمام أحمد ، ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه : « منهاج السنة » يدافع عن الصحابة ، وبعض المعاصرين منهم الأخ مصطفى بن العدوي حفظه الله تعالى ألف كتاباً بعنوان « فضائل الصحابة » وهو كتاب قيم فننصح شبابنا أن يقرءوا في مثل هذه الكتب حتى لا يلبس عليهم .
فماذا عملت الرافضة للإسلام ؟! منذ قام علي رضي الله عنه للخلافة وهم يذيقونه المر ، حتى قال ذات مرة : آه آه يا أشباه الرجال ولا رجال ؟ ، ويقول علي أيضاً : يهلك في اثنان : محب غالٍ ومبغض قال ، وبحمد الله فإن أهل السنة يحبون أهل بيت النبوة حباً شرعياً ولا يبغضون الصحابة .
فطرف من الناس ينصب العداوة لأهل البيت فيعتبر مبتدعاً ، وآخر يغلو في أهل البيت ويسب الصحابة فيعتبر مبتدعاً ، لكن أهل السنة يحبون أهل بيت النبوة ويحبون الصحابة حباً شرعياً ، وقد تكلمنا على شيئ من هذا في كتابنا « إرشاد ذوي الفطن لإبعاد غلاة الروافض من اليمن » أي فيما ذكر أهل السنة من الأحاديث في فضائل أهل بيت النبوة ، وفي الخاتمة فضائل الصحابة لأن أولئك الشيعة يعتبرون سبابة ، فإن الشيعة لا يقتدون في السب بعلي بن أبي طالب ، فإنه كان كالوزير لأبي بكر وعمر ، أم تظنون أنهم يقتدون بالحسنين ؟ لا ، أم تظنون أنهم يقتدون بعلي بن الحسن ؟ لا ، بل علي بن أبي طالب والحسنان وعلي بن الحسين من أئمة أهل السنة ، أم تظنون أنهم يقتدون بزيد ابن علي ؟ لا ، فهم يقتدون بزياد بن المنذر أبي الجارود الذي تنتسب إليه طائفة من الرافضة ، ولست أنا الذي يقول هذا ، بل قاله يحيى ابن حمزة في كتابه « الرسالة الوازعة للمعتدين عن سب صحابة سيد المرسلين » ويحيى بن حمزة منهم ، فهم أعظم الناس تخلياً عن أهل بيت النبوة ، يدعونهم ثم يسلمونهم لأعدائهم ، فقد دعا أهل الكوفة الحسين بن علي من أجل القيام على يزيد ، ووصل الكوفة وخذلوه ، ودعوا زيد بن علي من أجل القيام على هشام بن عبدالملك ، ووصل الكوفة وخذلوه وأسلموه لأعدائه ، كما أسلموا الحسين بن علي لأعدائه ، والحسن بن علي صالح معاوية وقد وجد الخلل في أصحابه حتى أن بعضهم طعنه في عجزة من أصحابه ، فشيعة الكوفة هم أعظم من خذل أهل بيت النبوة ، وهم مقتدون كما قلنا في سبهم بأبي الجارود ، وسليمان بن جرير ، حتى الحسن بن صالح الذي تنتسب إليه طائفة من الزيدية لا يسب الصحابة ولا يرضى بسب الصحابة .
أما موقف أهل السنة من الخلاف الذي دار بين الصحابة فهم يقولون كما قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : « وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ » [ الحجرات : 9 ] ، فهم يرون أن طلحة والزبير وعائشة اجتهدوا وأخطئوا في هذا ، ولا يجوز لهم أن يخرجوا على علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وأن معاوية وأصحابه يعتبرون بغاة ، وقد دلت الآية أن البغي لا يخرج من الإيمان ، وكونهم يعتبرون بغاة فالنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : « تقتل عماراً الفئة الباغية » ، جاء من حديث أبي سعيد عن أبي قتادة ، وعمار كان مع علي بن أبي طالب وقتله أصحاب معاوية فهم يعتبرون بغاة .
وذكرت حديث الخوارج أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : « يخرج طائفة من الناس يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية - إلى أن قال - تقتلهم أولى الطائفتين بالحق » ، فقتلهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، والنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول في الحسن بن علي رضي الله عنهما : « إن ابني هذا سيد ، ولعل الله يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين » ، شاهدنا قوله : « من المسلمين » ، فمعاوية على بغيه يعتبر مسلماً ومؤمناً ، ويعتبر مخطئاً في خروجه على علي بن أبي طالب رضي الله عنه .