أما هذه البلايا التي ابتلي بها اليمنيون والحبشة وهي مسألة القات ، أما الدخان فقد عم وضم، ومسألة أيضا الشمة الوسخة القذرة فهذه من البلايا التي يجب على المسلم أن يبتعد عنها ولا خير فيها ؛ فالقات مفاسده أكثر من أن تحصى ، وإنني أنصح بقراءة كتاب أخينا في الله عائض بن علي مسمار الذي هو بعنوان : شهادة الثقات نسميه نقول على أضرار القات ما نوافقه ونقول على تحريم القات لأن ما في الكتاب لا يوافق ما قاله " شهادة الثقات على أضرار القات "
والقات من الشجر التي ابتلي بها اليمنيون فعطلت أفضل أراضيهم وعطلت ثلثي أوقاتهم وربما أوقاتَهم وصارت أي مسألة القات سببا للرشوة، بل أخبرني مخبر أن بعض النساء ربما تمكِّن من نفسها من أجل أن تحصل على حق القات ، أيضا الجنون إذا مررت به في الصباح تجده لصاً على الطريق ، وإذا مررت به بعد أن يخزن فيشير بالسيارة المهم ما تشغله .
فالمسألة إخواني في الله صحيح أنه تدهور اليمن اقتصاديا وأخلاقيا أدي حق القات أدي حق القات والله المستعان يا إخواننا دهور اليمن إقتصاديا وأخلاقيا وصحيا ، أنا أعرف أناسا غير واحد قد ذهب بهم للعلاج في تعز من أجل أن يتعالجوا من الجنون بسبب القات ، فهذا الذي هو بارك الله فيكم أضر باليمن .
والواجب على علماء اليمن وعلى الإخوة المسؤولين ، وهكذا على الأطباء ، وطلبة المدارس أن يسعوا سعيا حثيثا في التنفير عن هذا البلاء الذي حل بنا .
أما الدخان فهو سبب للسرطان ، ونرجع إلى القات فالقات قد جمع بين خصلتين ضارتين للجسد وهما البرودة واليبوسة ، وأنا أعتقد أن سبب عدم إنتاج اليمنيين في التأليف والعلم هو القات فقد برّدهم وإذا كتب كاتب تجدون كتابته كأنه مجنون هذرمة مجانين مثل دواوين المقالح كأنها هذرمة مجانين ما لها مغزى إلا إلى الكفر والإلحاد.
فالواجب أن يبتعد أبناؤنا وإخواننا عن القات ، ثم بعد ذلك إذا رجعتم إلى بلدكم فلا تكن المشكلة الوحيدة بينكم وبين أقربائكم هي مشكلة القات كيف ذاك ، خرجت ذات مرة مع أخ في الله رحلة وإذا المسكين كأن الدعوة كلها محصورة في محاربة القات والمدعة ، لا يا أخي فيه ما هو أهم من هذا جزاك الله خيرا ، تحبب دين الله إلى عباد الله ، فإذا أحبوا دين الله وأحبوا الله وأحبوا رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - هم سيتركون هذا .
الدخان فيه مفاسد ، وأهله يشهدون كما أن أهل القات يشهدون هم أنفسهم على ضرره وهم أعرف به منا، ربما تجد أحدهم يهذي كما يهذي المجنون والله المستعان .
ولا تسأل إذا بذل القات عما يتوارد عليه من الجنون أخبرنا أخ لنا في الله في بيتي أنه في ذات مرة خزن وله من زمان وقام في الليل يبكي على جده أوعلى أبيه وجده أوأبوه لهم زمان منذ موتهم قالوا له الجماعة الذين عنده واشبيك يا فلان قال مات أبي ومات جدي ويبكي على أبيه وعلى جده .
المهم خبر مؤكد من إخواننا في الله من ذمار أن شخصا كان حدادا وهو مخزن والقطع الصغار تأتي على رجليه فوجدوا رجليه فوجدوا رجله كأنها مُنخُل بعدها وهو يمشي وهم يقولون له ما هذا وهو يقول لا شيء ما بها ولا حاجة بعدما بذل القات فإذا هو يصرخ صراخا ياإخواننا من الألم .
وأما تلكم القصة المضحكة التي ذكرت لنا نحن والأخ عائض مسمار كيف ذاكم رجل خزن ويريد أن يشرب أخذ البسة فمخشته البسة قال والله حارة ورمى بها ، يا إخواني بلايا بلايا بسبب القات أمر مفضع .
أما بارك الله فيكم الشمّة فوسخة قذرة ما يأكلها شخص يهمه أمره وتهمه شهامته ورجولته أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ربما يا إخوان شيخ الناس ملتفون حوله والغترة حقه مثل الطارة ، وهكذا أيضاً بعض الذين يزعمون أنهم فقهاء تجد أسنانه وسخة قذرة يشوه نفسه واللحية ؛ وبعدها إخوان في الله أخبرني شخص أنه قيل له نحن نعرفكم يا وهابيين ، قال : بما تعرفوننا ؟ ، قال : تكون وجوهكم صافية لأنكم لا تأكلون القات والدخان ، والذي يأكل القات والدخان تكون وجههم مغبرة مسكين حالته متعبة.
مرة إثنان يجريان وهم في الطائف شابان وإذا أحدهما يسعل ويقول : لعن الله الدخان لعن الله الدخان ، وهكذا إخواني في الله الشمّة أيضاً هي والدخان من مادة واحدة وإن كان الدخان أضر على الصدر لأنه يحتاج إلى مسام وهكذا أيضا المدعة إخوان في الله .
وهناك أبيات في ذم القات وذم الدخان وفي ذم الشمّة القذرة فإن شاء الله تحذرون منها ما استطعتم والله المستعان .
س : هل تصل هذه الأشياء للتحريم ؟
هي إلى الحرمة أقرب ولا خير فيها ولكن متوقف ، أما الاستدلال إخواني في الله بقول الله عزوجل : " ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث " فهو استدلال لا يتم إلا بعد تسليم أن هذه الأمور محرمة ، ثم أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول في البصل والثوم : " أنهما محرمان " مع أنهما ليسا بمحرمين .
فالاستدلال بالآية متوقف على ثبوت أن الشيء محرم بأدلة خارجية ، وإلا فالثوم والبصل من حديث جابر المتفق عليه ومن غير حديث جابر ليسا بمحرميين وهما مكروهين لمن أتى المسجد أو حضر مجامع الناس والله المستعان ، فالاستدلال بهذه الآية ليس بتام حتى يسلم أنها من المحرمات .
وقد تناكد بعض أهل اليمن وألف رسالة في الدفاع عن القات ويا ليته لم يفعل .