بلغ ببعض الناس أنهم يطعنون بعلماء السنة وأنهم علماء حيض ونفاس وبعضهم يوصف هيئة كبار العلماء بهيئة الفاتيكان فماردكم على هذا ؟
الزيارات:
4064 زائراً .
تاريخ إضافته:
16 صفر 1433هـ
نص السؤال:
نبتت نابتة سوء من حدثاء الأسنان ممن يطعنون بعلماء الدعوة السلفية ، ومرة يصفونهم بعلماء البلاط ، ومرة بعلماء الحيض والنفاس حتى بلغ ببعضهم أن يصف هيئة كبار العلماء بهيئة الفاتيكان التي يرأسها البابا فما ردكم على هؤلاء المخذولين ؟
هؤلاء يا إخوان بارك الله فيكم الحامل لهم الحزبية والجهل ، وإلا فرب العزة يقول في كتابه الكريم : " يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ " [المجادلة: 11] ، والنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول كما في الصحيحين من حديث معاوية رضي الله عنه : " من يرد الله به خيراً يفقه في الدين " ، ويقول النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " نضر الله امرء سمع مقالتي فوعاها ثم أداها كما سمعها " .
من أنت يا هذا حتى تطعن في كبار العلماء يقفون المواقف مثل : الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى ، المواقف البطولية في وجه أهل الباطل ، ي وجه الصوفية ، وفي وجه الشيعة ، وفي وجه العلمانيين ، وفي وجه الحكومة نفسها إذا أرادت أن تأت بشيئ - لكن يما بينه وبينها ، لا ينشر الكلام لئلا يتجرأ الجهال على إثارة الفتن في البلد - .
فالمهم يا إخوان ستزول دعوتهم ، الذين يطعنون في العلماء تزول دعوتهم ويبقى العلماء ، انظروا حفظكم الله إلى رؤوس المعتزلة وكانوا في غاية من الذكاء لمَّا طعنوا في أهل السنة ذهبت دعوة المعتزلة ، وذهب أبو الهديل ، وذهب إبراهيم النظام ، وذهب واصل بن عطاء ، وذهب ثمامة بن أشرس ، وذهب عمرو بن عبيد ، وبقي العلماء ، سعيد بن المسيب ، وحميد بن عبدالرحمن بن عوف ، وأبو سلمة ، ومن بعدهم عبدالله بن المبارك ، والإمام مالك ، بقوا إلى زمننا هذا ، ونحن نقول : قال الإمام البخاري ، قال الإمام مالك رحمه الله ، وهكذا نترحم على البخاري وعلى مسلم ، وعلى سعيد بن المسيب ، وعلى ابن المبارك ، وعلى أبي سلمة بن عبدالرحمن بن عوف ، وعلى حميد بن عبدالرحمن بن عوف ، ومن أشبههم من أئمة الهدى مثل الإمام أحمد ، وهكذا أبي حاتم ، وأبي زرعة ، وغيرهم ، نترحم عليهم ، وأولئك ماتوا وماتت كتبهم .
ولا نقول كما قال أحمد أمين : إن المسلمين خسروا كتب المعتزلة ، بل أراح الله الإسلام منها .
وفي هذا الزمن سيموت هؤلاء الطاعنون في أهل العلم ، وتموت دعوتهم ، وقد ماتوا وهم أحياء ، ويبقى أهل العلم ، نترحم عليهم ، وأيضاً نستفيد من علومهم ، والحمد لله .
المهم مثل هؤلاء الذين يلمزون العلماء بأنهم علماء حيض ونفاس ، وأنهم علماء حكوميون ، أنا لا أقول إنه لا يوجد علماء حكومة ، لا أقول هذا ، لكن العلماء الأفاضل الأجلاء يتهمونهم بأنهم علماء حكومة ، ومثل الشيخ الألباني يُتهم بأنه مرجئ ، أو أنه يتهم بأنه عميل لإسرائيل أو غير ذلك ، كل هذه ستذهب ، وتبقى علوم علماءنا ، ويبقى الذكر الحسن ، ويجعل الله لهم لسان صدقٍ في الآخرين .