هناك من يقول من المتأثرين بفكرة الحداد بأنك تؤيدهم في أن كل من وقع في البدعة فهو مبتدع ويقولون بأنك ذكرت هذا في شريط أسئلة شباب شبوه فما قولكم في هذا ؟
الذي نقوله : بأن الرجل السني إذا وقت منه بدعة ؛ فنحكم على ذلك العمل بأنه بدعة ، وأما الرجل فلا نستطيع أن نحكم عليه بأنه مبتدع .
بل نقول : إنها تغمر في فضائله ، كما أن عبد الله بن عمر سمّى أذان الجمعة الأول : بدعة . ولم يقل : إن عثمان رضي الله عنه مبتدع .
أما من كان غارقاً بين البدع ، ويقيم المولد ، وكذلك الأذكار المبتدعة عقب الصلوات ، وهكذا يقف في وجه السنة ؛ فنحن نسميه مبتدعاً ولا كرامة . فكلامهم ليس بصحيح ، ولعل كلامهم مثل كتاب البيضاني الذي حاله ، كما قال الشاعر:
دع المساجد للعمّـــــار تعمـــرها واعمد بنا حانة الخمار يسقيـــــــنا
مـا قـال ربـك ويـل للأولى سكروا إنما قــال ويــل للمصليــــــــــــنا
فهذا الشاعر اقتطف : " فويل للمصلين " وما ذكر ما قبلها وما بعدها ، فكتاب البيضاني شبيه بهذا، يقتطف كلمة من الشريط ، ولا يذكر ما قبلها وما بعدها ، فهكذا أيضاً أصحاب الأهواء.
ولله در وكيع بن الجراح الذي يقول : أهل السنة يذكرون ما لهم وما عليهم، وأهل البدع لا يذكرون إلا ما لهم .