الذي أنصحهم به هو التمسك بكتاب الله ويسنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - على فهم السلف الصالح ، ثم التزود من العلم النافع فإن الله يقول لنبيه محمد - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " وقل رب زدني علماً " ، ويقول سبحانه وتعالى : " أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى إنما يتذكر أولو الألباب " .
فطلب العلم فريضة ولا تستطيع أن تميز بين المحق من المبطل إلا بواسطة العلم النافع ، وتستطيع أن تميز بين السني والمبتدع بواسطة العلم النافع ، فلا بد من جد واجتهاد في تحصيل العلم النافع ، وإلا فيخشى عليهم وعلى غيرهم من البدع : بدع التصوف ، وبدع الحزبية فإنها الدعوات المعاصرة أكثرها أصبحت دعوات حزبية ، يدعو الشخص إلى اتباعة ولا يدعو الناس إلى كتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، ويمجد حزبه ويمجد مذهبه ويمجد طريقته ، والذي ينبغي أن تكون الدعوة لله عز وجل : " ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير " ، " قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة " .
وأنصحهم بأن يرحلوا إلى علماء السنة ، فعلماء التصوف يقول الإمام الشافعي رحمه الله تعالى : لو أن شخصاً تصوف في أول اليوم ما أتى آخر اليوم عليه إلا وهو أبله .
الصوفية والشيعة آلة لكل طاعن في الإسلام ، فالصوفية عندنا في اليمن يتجسسون لصالح الشيوعية ، والشيعة الآن والشيوعية أصبحوا متعاونين ، فأصحاب البدع لا تركن إليهم ولا تثق بهم ، وربما ينفق عليهم التحريف إذا لم يكونوا متفقهين في دين الله ، فيأتي إيراني ضال مضل ويدعوهم إلى التشيع ، أو يأتي حزبي من الحزبيين العصريين الذي لا يدعو إلى الكتاب والسنة ، وإن دعا إلى الكتاب والسنة فيتستر بها ويدعوهم إلى الحزبية .
والداعي لا يقول لك : أنا حزبي ، ولا يقول لك : أنا مبتدع ، فذاك فرعون يقول : " ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد " ، ويقول : " ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد " .
فلا بد من أن يتفقهوا في دين الله ، وأنصحهم إن كانوا مقتدرين أن يستقدموا إخواناً لهم من أهل السنة يعلمونهم ، والأمر سهل وميسر ، وإلا فهم يرحلون إلى أهل العلم ، فهذا أو هذا ، إما أن يستقدموا لهم إخواناً من أهل السنة يعلمونهم اللغة العربية ويعلمونهم العقيدة الصحيحة ، ويعلمونهم سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - التي قال فيها النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " من رغب عن سنتي فليس مني " .
وكما يقول أيضاً في ( مسند الإمام أحمد ) : " إن لكل عملٍ شرة ولكل شرة فترة ، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى ، ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد هلك " .
والمسلمون متخبطون وغارقون في بلدهم في الحزبيات والبدع والمخالفات الشرعية ، فالقليل الذين يقول فيهم النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك " ، وكما يقول الله سبحانه وتعالى : " وقليل من عبادي الشكور " ، ويقول : " وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله " ، ويقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : " ولكن أكثرهم لا يعلمون " ، " وأكثرهم لا يعقلون " .
فالكثرة لا يعتد بها ، وليست ميزناً للحق والباطل ، بل المزان للحق والباطل هو كتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، يقول الله سبحانه وتعالى : " وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله " ، ويقول أيضاً : " اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلاً ما تذكرون " .
فأنتم محتاجون إلى العلم النافع ، وإلا انتقلتم من الكفر إلى البدعة ، وقد أخبرت أن بعضهم ينتقل إلى المذهب الشيعي ، والمذهب الشيعي يعتبر نكبة على الإسلام ، فقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية أن لهم مواقف مع اليهود والنصارى ضد المسلمين ، وهكذا ذكر تلميذه ابن كثير في ( البداية والنهاية ) ، وتلميذه الذهبي في ( المنتقى من منهاج السنة " .
وهكذا الصوفية فهم يعتبرون مرتعاً خصباً لأعداء الإسلام لأنهم لا يؤدون الإسلام على حقيقته ، بل ربما انتهى بهم الحال إلى الكفر إذا ظن أنه يكتفي بشيخه أو يكتفي بما خطر في باله ، أو بالكشف ربما يكفر ، فقد ذكر القرطبي كما في ( فتح الباري ) أن من قال : حدثني قلبي عن ربي وزعم أنه يستغني كما جاء به رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فهو كافر .
فنحن محتاجون إلى التزود من العلم النافع ، ونحن في زمن الفتن ، ونحن في بلاد الإسلام يريدون إقناعنا - ونحن في بلاد الإسلام - بالديمقراطية التي معناها : الشعب يحكم نفسه بنفسه ، فهي تعتبر كفراً لأن الله يقول : " ولا يشرك في حكمه أحداً " ، ويقول : " ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون " ، ويقنعون بالمخالفات الشرعية ، فإذا كنا في بلاد المسلمين ولا يعصمنا إلا الله سبحانه وتعالى ثم العلم النافع فكيف بإخواننا وهم في بلد الكفر ، وربما بعضهم لا يعرف من اللغة العربية فيأتي أي شخص يلبس عليه ، ولا يكن الميزان عندك هو إعفار اللحية ، واللحية سنة بل واجب إعفاؤها ، لكن الميزان عندك هو كتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - تزن به كل داعٍ والله المستعان .
---------------
راجع كتاب غارة الأشرطة ( 1 / 116 إلى 118 )