الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول كما في الصحيحين من حديث عبادة بن الصامت : " لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب " .
وأما حديث : من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة ، فإنه حديث ضعيف كما قال الحافظ ابن كثير في تفسير سورة الفاتحة ، يقول : له طرقٌ لا يثبت منها شيئ ، ويقول الدارقطني في < سننه > : لم يسنده إلا أبا حنيفة والحسن بن عمارة وهما ضعيفان .
وقد جاء في < مسند الإمام أحمد > ما ظاهره الحجية ، لكن في < جزء القراءة خلف الإمام > للإمام البخاري رحمه الله تعالى عُرف أنه سقط جابر بن يزيد الجعفي وجابر بن يزيد الجعفي كذاب حتى قال أبو حنيفة : ما رأيت أكذب منه .
وأما حديث : إذا قرأ فأنصتوا ، فإنه جاء من حديث أبي موسى الأشعري ومن حديث أبي هريرة ، أما من حديث أبي موسى الأشعري فإن سليمان التيمي خالف جمعاً ، فرواه عن قتادة ، فمن أجل هذا انتقده الداقطني ، وقال النووي في < شرح صحيح مسلم > : لم يوافق الحافظ مسلماً على هذا الحديث ، أي على تصحيحه ، حتى أنه قيل لمسلم : لمّ ما جعلت حديث أبي هريرة ههنا ؟ ، فقال : ما كل حديث صحيح ذكرته ؛ إنما ذكرت ما أجمعوا عليه ، فحديث أبي موسى الذي هو : وإذا قرأ فانصتوا ، حديث ضعيف وإن كان في < صحيح مسلم > ولسنا الذين نضعفه بل الذي ضعفه الدارقطني والإمام النووي ، وقال النووي : إنه قول الحافظ .
وأما حديث أبي هريرة الذي فيه : وإذا قرأ فانصتوا ، فإن أبا خالد الأحمر خالف جمعاً ، فهو حديث لا يثبت عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - .
بقي معنا قوله تعالى : " وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ " ، هذه الآية يقول الشوكاني رحمه الله تعالى : عامة مخصوصة بفاتحة الكتاب ،فهي عامة مخصوصة بفاتحة الكتاب ، دليلنا على هذا ما جاء في < السنن > أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال : " لعلكم تقرؤون خلف أئمتكم " ، قالوا : نعم يا رسول الله ، قال : " لا تفعلوا إلا بفاتحة الكتاب " .
وهناك مؤلفات ننصح بقراءتها منها < جزء القراءة خلف الإمام > للبخاري ، ومنها < القراءة خلف الإمام > للبيهقي ، ومنها بعض الرسائل التي قد طبعت ، وهناك أخر يستوعب هذه الأدلة أي استيعاب جزاه الله خيراً وهو الأخ ( عبدالعزيز البرعي ) والحمد لله .
فالقصد أن قراءة فاتحة الكتاب واجبةٌ في كل ركعة .
-------------
من شريط : ( الأجوبة على أسئلة الإمارة )